أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر أن بلاده مستعدة لتوفير التدريب العسكري إذا طلبت الإدارة السورية الجديدة ذلك، مضيفا أنه ينبغي منحها فرصة للحكم بعد أن أطلقت رسائل بناءة.
وفي لقاء مع عدد من الصحفيين بمقر وزارة الدفاع بالعاصمة أنقرة في إطار إحاطة سنوية، قال غولر “لدينا اتفاقات للتدريب والتعاون العسكري” مع بلدان كثيرة، مضيفا أنّ تركيا “مستعدة لتقديم الدعم اللازم إذا طلبت الإدارة الجديدة ذلك”.
وكانت أنقرة قد أعادت فتح سفارتها في دمشق أمس السبت، بعد يومين من زيارة رئيس المخابرات التركية العاصمة السورية.
وقال غولر إن الإدارة الجديدة، التي أطاحت بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أعلنت في بيانها الأول أنها ستحترم كل المؤسسات الحكومية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. وأضاف “نعتقد أننا بحاجة إلى رؤية ما ستفعله الإدارة الجديدة ومنحها فرصة”.
وتشير التقديرات إلى أن تركيا ما زالت تنشر آلاف الجنود في بلدات سورية، منها عفرين وأعزاز وجرابلس في شمال غرب سوريا ورأس العين وتل أبيض في الشمال الشرقي.
وقال غولر إن تركيا قد تناقش وتعيد تقييم مسألة وجودها العسكري في سوريا مع الإدارة الجديدة “إذا اقتضت الظروف”.
الأولوية التركية
على صعيد آخر، أكد غولر أن أولوية تركيا في سوريا لا تزال القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية التي تعدها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة حزبا إرهابيا، وقال “أعربنا عن ذلك لأصدقائنا الأميركيين ونتطلع لمراجعة مواقفهم”.
ووحدات حماية الشعب الكردية جزء من فصيل من المعارضة السورية متحالف مع الولايات المتحدة.
تنظيم الدولة الإسلامية
كما قال الوزير إن تركيا لا ترى أي مؤشر على عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، على عكس وجهة النظر الأميركية، مضيفا “أن أحدا لم يسمع عن هجمات شنها إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية؟ كما لم ير أو يسمع أحد شيئا عن التنظيم في الوقت الحالي”.
وأشار غولر إلى أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة في السابق بأن أنقرة يمكنها نشر ثلاث وحدات من القوات الخاصة في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وإدارة مخيم الهول، وهو معسكر تُحتجز فيه أسر أعضاء التنظيم، مضيفا أن واشنطن رفضت كلا العرضين.
وقال “بدلا من ذلك، تعاونوا مع تنظيم حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الإرهابي تحت راية محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. لكن لا يمكن محاربة منظمة إرهابية بالاستعانة بمنظمة إرهابية أخرى”.
الانسحاب الروسي
وردا على سؤال حول دور روسيا في سوريا بالمستقبل، قال غولر إنه لا يرى أي مؤشر على انسحاب روسي كامل. وأضاف “لا أعتقد أن الروس سيغادرون (سوريا). سيفعلون كل ما في وسعهم للبقاء”.