أوردت صحيفة غارديان البريطانية أن عيدروس الزبيدي نائب رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة يخشى من أن الضربات التي تهدف إلى إنهاء فوضى الشحن تساعد الحوثيين على حشد الدعم الشعبي لسلطتهم.
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الزبيدي -في مقابلة مع مراسل غارديان في نيويورك باتريك وينتور- إن الغارات الجوية الأميركية البريطانية في اليمن المصممة لإنهاء تعطيل الحوثيين للشحن التجاري لم تضعف بشكل خطير القدرة العسكرية للمجموعة.
وأوضح الزبيدي أنه يخشى أن يستخدم الحوثيون الضربات لحشد الدعم لقضيتهم من خلال تصوير الغرب على أنه المعتدي في اليمن.
تنسيق أفضل
ودعا إلى التغيير إلى إستراتيجية أفضل تنسيقا بين الغرب والمنطقة والحكومة اليمنية المعترف بها، وقال إن الوقت قد حان لقبول أن الحوثيين ليسوا مهتمين باتفاق لتقاسم السلطة في البلاد، وهو عرض قدم لهم منذ أكثر من عام، أولا من قبل السعودية ثم الأمم المتحدة.
ويترأس الزبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي في اليمن، الذي يشغل 3 مقاعد في مجلس القيادة الرئاسية المكون من 8 أعضاء، وهي الحكومة الائتلافية التي تتخذ من عدن مقرا لها والمعارضة للحوثيين.
تأثير معاكس
وأشار الزبيدي إلى أن الضربات الجوية، بدلا من ردع الحوثيين، لها تأثير معاكس، “بطريقة ما، تساعد الحوثيين وتجعلهم أقوى. والتصور الشعبي المحلي هو أن الحوثيين أصبحوا أفضل القوى السياسية في البلاد لأنهم يحشدون الناس حول فكرة أنهم يتعرضون للهجوم من الغرب، وأنهم في موقف الدفاع”.
واستمر الزبيدي يقول إن الأكثر من ذلك هو أن العمليات العسكرية الغربية ضد الحوثيين ليست فعالة، والمشكلة هي أنه لا يوجد نهج مشترك يشمل المنطقة ومجلس القيادة الرئاسي، “إنها عملية أميركية بريطانية منفردة”.
القدرة على استهداف إسرائيل
وأشار إلى أن السفن كانت تصل إلى مينائي الحديدة والصليف على البحر الأحمر دون تفتيش، وهي محملة بأسلحة عالية الجودة من كل من إيران وروسيا، وأن هذه الأسلحة أعطتهم القدرة على استهداف إسرائيل.
وقالت صحيفة غارديان إن التقييم السلبي لتأثير الضربات الغربية للحوثيين من قبل مجموعة يمنية معارضة للحوثيين ليس من السهل استبعاده.
وقال الزبيدي إن الأحداث خلال العام الماضي تتطلب تحولا في التفكير، وإن عملية السلام الماضية في اليمن لم تعد قابلة للحياة، والحوثيون يعتبرون أنفسهم الآن الدولة في اليمن ولا يعترفون بالحكومة في عدن، ويقولون إنهم يريدون فقط التحدث إلى الغرب.
لا ثورة ضد الحوثيين قريبا
وأضاف أنه بعد عقد من الزمان في السلطة، قام الحوثيون بتلقين الجيل الشاب أيديولوجيتهم “الطائفية الضيقة”، وقال إنه ليس من المرجح أن تكون هناك ثورة مضادة داخلية ضد الحوثيين قريبا.
ودعا إلى إستراتيجية دولية وإقليمية ومحلية منسقة لاحتواء الحوثيين وإضعافهم، الأمر الذي يتطلب مسارات سياسية وعسكرية واقتصادية من بينها إستراتيجية لضمان بدء إعادة تصدير النفط وبناء إيرادات وطنية مستقلة.
وأقر بأن مجلس القيادة الرئاسي منقسم سياسيا ويفتقر إلى القواعد الإجرائية المناسبة ويحتاج إلى إصلاح.