يشهد العالم المالي تحولات جذرية تعيد صياغة مفاهيم الادخار والإنفاق والاستثمار. وبحسب مقال نشرته مجلة “فوربس” بقلم المستشار المالي باتي إحسائي، فإنه مع تسارع هذه التغيرات، برزت مجموعة من الاتجاهات التي ترسم ملامح مستقبل الثروة وتفتح آفاقًا جديدة للفرص والتحديات.
ومن أبرز هذه الاتجاهات:
1. الذكاء الاصطناعي كأداة مالية
الذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا ماليا لا غنى عنه، إذ ساهمت أدواته في خفض الإنفاق الزائد بنسبة 28%.
فالتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي تقدم مشورة آنية، في وقت يقوم فيه المستشارون الآليون بتحسين الاستثمارات.
والتحليلات التنبؤية أصبحت أداة لتخطيط المستقبل، مما يساعد على التنبؤ بالنفقات مثل الضرائب وسد فجوات التقاعد. ومع ذلك، تثار تساؤلات أخلاقية حول مدى الاعتماد على هذه الخوارزميات.
2. التمويل اللامركزي يقلب الموازين
أصبح التمويل اللامركزي بديلاً مبتكرا للنظام المصرفي التقليدي، مما يتيح للأفراد إمكانية الادخار والاقتراض والاستثمار دون الحاجة إلى وسطاء.
ووفقًا لتقرير فوربس، تجاوزت قيمة سوق التمويل اللامركزي حاجز 100 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات بنمو مستمر في عام 2025.
التمويل اللامركزي هو نظام مالي يعتمد على البلوكتشين -سلسلة الكتل- لتقديم خدمات مثل الإقراض والاستثمار دون وسطاء تقليديين، مما يوفر معاملات بتحكم شخصي أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم هذه المنصات عوائد تنافسية تتفوق على الحسابات المصرفية التقليدية، في حين تسهم العملات المستقرة في توفير بيئة مالية أكثر استقرارًا ضمن العالم الرقمي.
3. استثمارات مبتكرة
بفضل التكنولوجيا، يمكن الآن الاستثمار في قطاعات مختلفة ومتباعدة عن بعضها من خلال منصات الملكية الجزئية -وهي منصات تتيح للمستخدمين شراء حصص صغيرة في أصول كبيرة مثل العقارات أو الأعمال الفنية، مما يجعل الاستثمار متاحًا للجميع دون الحاجة إلى رأس مال ضخم- التي تنمو بمعدل 25% سنويًا.
هذه الأدوات تتيح للأفراد امتلاك جزء من الممتلكات الفاخرة أو المقتنيات النادرة. مع تزايد اهتمام المستثمرين الشباب بالقيم الشخصية، أصبحت المحافظ الاستثمارية أكثر تنوعًا وجاذبية.
4. الاستثمار المستدام
الاستثمار البيئي والاجتماعي والحكومي “إي إس جي” (ESG) لم يعد محصورًا في النخب، إذ يتوقع أن تشكل صناديق الاستثمار المستدام ثلث الأصول العالمية المدارة بحلول 2025.
هذه الاستثمارات تجمع بين التأثير الإيجابي والعوائد المالية الجيدة، لكنها تواجه أيضًا تدقيقًا متزايدا للتأكد من مصداقيتها.
5. حماية الثروة من التضخم
في ظل ارتفاع التضخم، يسعى المستثمرون لحماية أموالهم عبر أدوات مثل سندات القيمة والذهب والعملات المستقرة (أصول رقمية تهدف إلى الاحتفاظ بقيمة ثابتة).
وتفوقت السندات المرتبطة بالتضخم على السندات التقليدية بنسبة 15%، في حين باتت العملات الرقمية والذهب الرقمي (أصل رقمي مدعوم بالذهب) خيارات مفضلة للتحوط ضد عدم اليقين.
6. تطور الاقتصاد التشاركي
يتطور الاقتصاد التشاركي باستمرار، ومع حلول عام 2025 سيكتسب شكلاً جديدا. ومع انتشار العمل عن بُعد وما يجلبه من وظائف جانبية، أصبح الناس يعتمدون بشكل متزايد على تنويع مصادر دخلهم.
وتوفر منصات العمل المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل “Gigged.AI”، فرصًا لربط المواهب بفرص ذات رواتب مرتفعة.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل مفهوم “العمل المجزأ”، حيث تُقسم المهام إلى أجزاء صغيرة، على خلق طرق جديدة لتحقيق الدخل.
كما تُعد المنتجات الرقمية، مثل الدورات التعليمية عبر الإنترنت والكتب الإلكترونية، وسيلة أخرى لتوليد دخل مستدام وقابل للتوسع.
7. أمان المحافظ الرقمية
مع انتقال المزيد من النشاط المالي إلى الإنترنت، أصبح الأمن الرقمي أولوية قصوى. وتكشف أدوات الذكاء الاصطناعي الأنشطة المشبوهة في الوقت الفعلي، في حين تضمن المصادقة البيومترية أمان المعاملات.
أما للمستثمرين في العملات الرقمية، فتوفر المحافظ الصلبة -وهي أجهزة مادية تُستخدم لتخزين العملات الرقمية بأمان بعيدًا عن الإنترنت مما يحميها من الاختراقات والهجمات السيبرانية- مثل “ليدجر نانو إكس” حماية إضافية للأصول.