قالت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن إنها هاجمت هدفا عسكريا في منطقة يافا وسط إسرائيل، وأسقطت “طائرة استطلاع أميركية” في حين نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب -أمس الجمعة- مقطع فيديو يظهر قصفا أميركيا استهدف عشرات المقاتلين الحوثيين.
وبدورها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن “الدفاعات الإسرائيلية اعترضت مسيّرة معادية في منطقة العرابا شمال إيلات” وقالت إن الجيش يفحص إن كانت قد أطلقت من اليمن.
وفي آخر التطورات، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تمّ رصد إطلاق صاروخين باليستيين من اليمن باتجاه إسرائيل الليلة الماضية.
وأشارت إذاعة جيس الاحتلال إلى أن الصاروخين اللذين أطلقا من اليمن سقطا قبل دخولهما الأجواء الإسرائيلية.
ومن جانبه أعلن المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع استهداف حاملة الطائرات الأميركية “ترومان” بالبحر الأحمر في اشتباك هو الثاني خلال الـ24 ساعة الماضية. وقال إن جماعته تمكنت من إفشال هجومين جويين.
أما المقطع الذي نشره ترامب على منصته “تروث سوشيال” فيظهر فيه قصف استهدف عشرات الأشخاص قال ترامب إنهم من المقاتلين الحوثيين.
وتُظهر صور بالأبيض والأسود، التقِطت من الجو، عشرات الأشخاص متجمعين في شكل شبه دائري قبل أن يتم قصفهم. ويلي ذلك تصاعد دخان كثيف، ثم لقطات للموقع الذي تعرض للقصف حيث لم يتبق شيء سوى بضع سيارات.
وكتب ترامب أسفل مقطع الفيديو “هؤلاء الحوثيون تجمعوا للحصول على تعليمات بشأن هجوم”. وأضاف “عفوا، لن تكون هناك هجمات من جانب هؤلاء الحوثيين. لن يُغرِقوا سفننا مرة أخرى”.
والثلاثاء الماضي، أشادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بتنفيذ أكثر من “200 ضربة ناجحة” ضد الحوثيين، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وهذه الجماعة اليمنية.
وفي وقت سابق أمس، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن عمليات استهداف القطع البحرية الأميركية مستمرة بفعالية عالية، وفق تعبيره.
وقال الحوثي، في كلمة مصورة، إن حاملة الطائرات الأميركية ترومان “في حالة مطاردة باستمرار، وهي تهرب في أقصى شمال البحر الأحمر” مشيرا إلى أن جماعته في موقف وصفه بالمتقدم على المستوى البحري.
ومنذ 15 مارس/آذار الماضي وحتى مساء الأربعاء، تم رصد مئات الغارات الأميركية على اليمن، مما أدى إلى مقتل 66 مدنيا وإصابة 142 آخرين على الأقل، بينهم أطفال ونساء، حسب بيانات لجماعة الحوثي، ولا تشمل البيانات القتلى العسكريين.
هجوم ورد
وكان الرئيس الأميركي أعلن منتصف مارس/آذار الماضي أنه أمر قواته بشن “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي قبل أن يهدد بـ”القضاء على الحوثيين تماما”.
ورد الحوثيون بأن تهديد ترامب لن يثنيهم عن “مواصلة مناصرة غزة” حيث استأنفوا منذ أيام قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن بالبحر الأحمر متوجهة إليها، بالتزامن مع استئناف الجيش الإسرائيلي منذ 18 مارس/آذار الماضي حرب الإبادة على غزة.
وفي السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز -أمس الجمعة- نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن النجاح في تدمير ترسانة الحوثيين الضخمة من الصواريخ والطائرات دون طيار والقاذفات لم يكن كبيرا.
وحسب 3 مسؤولين في الكونغرس ومن الحلفاء تحدثوا للصحيفة، فإن الحوثيين عززوا العديد من مخابئهم والمواقع المستهدفة الأخرى، مما أحبط قدرة الأميركيين على تعطيل الهجمات الصاروخية.
نفي وتكذيب
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة تسنيم الايرانية أنه لا أساس للتقارير المتداولة بشأن مقتل قوات من الحرس الثوري خلال الهجمات الأميركية على اليمن.
وأشارت الوكالة إلى أنها اطلعت من مصادرها على أن هذه الادعاءات باطلة وأنه لم يقتل أي مواطن إيراني في اليمن.
وأكدت أنه “يبدو أن هذه الأخبار الكاذبة تأتي في إطار حرب نفسية لدفع المنطقة نحو حرب شاملة بينما أكد المسؤولون الايرانيون والقادة العسكريون مرارا أن قوات الحوثيين تقاتل الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل مستقل تماما”.
يُذكر أن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني كان قد أعلن، في وقت سابق، عن مقتل 70 عنصرا من قوات الحوثيين بينهم قادة ميدانيون بارزون وخبراء من الحرس الثوري الإيراني بغارة أميركية على مدينة الحديدة.