عمّان – بمشاركة الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص، ودعما لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أُفتتح في العاصمة الأردنية عمان معرض الفن التشكيلي “لوحة ترسم فرحة”، حيث اشتمل المعرض الذي أشرفت على تنظيمه رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، ويستمر أسبوعا، على 39 لوحة تشكيلية مختلفة الأحجام.
اللوحات الفنية التي أنجزها فنانون تشكيليون أردنيون وعرب من العراق ومصر وتونس والجزائر والمغرب، تنوعت بين الأساليب والتقنيات الفنية المختلفة، ما عكس التزام الفنانين بالجانب الإنساني من القضية الفلسطينية، من خلال تجسيد معاناة النساء والأطفال على وجه الخصوص في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، ليتم بعد ذلك الإعلان عن جمع التبرعات لصالح أطفال غزة، في حين سيتم منح عائدات بيع اللوحات بالكامل للقطاع عن طريق الهيئة الخيرية الهاشمية.
الفن لأجل غزة
من جانبها، اعتبرت الفنانة التشكيلية الأردنية ميساء قعوار أن “الأعمال الفنية في المعرض لم تستطع أن تواكب حجم المأساة المستمرة في قطاع غزة، وبأن الفنان التشكيلي العربي يقف عاجزا أمام هول المشهد في القطاع، مضيفة: “يجب أن تتضافر جهود جميع الفنانين في العالم العربي لتنظيم العديد من الفعاليات التي تهدف لكشف جرائم الاحتلال أمام العالم، فسلاح الفن أو الرسم في المعارك لطالما كان فعالا ومؤثرا”.
وقالت قعوار للجزيرة نت إن “اللوحات الفنية التي رسمها الفنانون في المعرض تحاول أن تقترب في موضوعاتها من أحداث حرب إبادة جماعية ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة”، مشيرةً إلى أن اللوحات التي رسمها الفنانون تنوعت في مدارسها الفنية بين الواقعية، والانطباعية، والتجريدية.
وضم المعرض مشغولات لأزياء ومفارش من التراثين الأردني والفلسطيني، كما اشتمل على إصدارات رواية “موجوعة” للأسيرة المحررة المقدسية إسراء جعابيص، وهي فنانة فلسطينية معروفة بإبداعها في مجالات الفن التشكيلي والفوتوغرافي، وتميزت أعمالها بالتعبير عن الهوية الفلسطينية والتحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع.
جعابيص أكدت على سعادتها في أن تقدم عملا أدبيا وفنيا من خلال عدد من الرسومات الفنية التي رسمتها للمعرض، أو فيما يتعلق بكتابة روايتها “موجعة” التي تعبر عن الأهوال التي عاشتها في سنوات الأسر الثمانية.
صرخة ألم
معاناة الأسيرة المحررة جعابيص لم تتوقف على سنوات أسرها فقط، بل حتى حين محاولتها التعبير عما يختلج صدرها من آلام وأحلام، فإمساكها بالقلم للرسم أو الكتابة تبدو مسألة في غاية الصعوبة بالنسبة لها، فالمرأة البالغة من العمر (38 عاما) تعرضت لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء عودتها من مدينة أريحا إلى القدس، بعد أن تعطلت سيارتها، ما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت فيها ونشوب حريق كبير.
وتعرضت إسراء نتيجة لذلك إلى حروق تراوحت بين الدرجة الأولى والثالثة طالت 50% إلى 60% من جسدها، وفقدت على إثرها أصابع يديها كافة، وتشوه وجهها، والتصقت أذناها برأسها، وفقدت قدرتها على رفع يديها نتيجة لالتصاقات الجلد في مناطق مختلفة.
إلا أنها تتحدث -للجزيرة نت – بكل فخر أنها استطاعت من خلال كتاباتها ورسوماتها على صعوبة ذلك أن تجسد ولو شيئا يسيرا من معاناة شعبها، لافتة إلى أن الفن والرواية يمثلان دورا محوريا في إرسال رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم، لا سيما حين الحديث عمّا يتعرض له الأطفال في قطاع غزة من قتل وظلم غير مسبوق.