Login النشرة البريدية

لا يختلف كثيرون على أن الجبنة تعد من ضمن الأطعمة اللذيذة، التي قد يصعب على الكثيرين تخيل حياتهم من دونها، فكل شخص لديه نوعه المفضل الذي لا تخلو منه مائدته.

الجنبة مكون أساسي يُضفي على العديد من الوصفات لمسة الشهية؛ من البيتزا إلى التاكو، والتشيز برغر، والتشيز كيك، والمعكرونات، والبطاطس، والسلطات، والسندويشات؛ وغيرها من الأكلات.

وقد أصبحت الأجبان أحد أكثر منتجات الألبان شعبية في العالم، لاهتمام المستهلكين المتزايد بما تحتوي عليه من مغذيات حيوية لبناء عظام قوية، مثل الكالسيوم والفوسفور والزنك، وفيتامينات “إيه” و”بي 12″، والبروتينات عالية الجودة، التي توفر اللبنات الأساسية لبناء عضلات قوية؛ وخصوصا الموزاريلا الطازجة، وجبن الماعز، والقريش، والبارميزان، والجبن السويسري، والفيتا، والريكوتا.

لكن هذا لا يمنع أن “هناك أنواعا من الأجبان لا يصنفها الخبراء ضمن الخيارات الصحية، ويوصون بتجنبها، أو توخي الحذر عند تناولها”.

أولا: الجبنة الطرية الكريمية

يقول الخبراء إنه كلما كان الجبن أكثر نعومة كلما زادت نسبة الدهون فيه (غيتي إيميجز)

رغم أنها لذيذة للغاية، لكن الجبنة الكريمية تندرج ضمن فئة الأجبان “الأقل صحة”، بسبب محتواها من الدهون المشبعة. ومن الأمور الأساسية التي يجب تذكرها، أنه “كلما كان الجبن أكثر نعومة، كلما زادت نسبة الدهون فيه، وكان من السهل الإفراط في تناوله مدهونا على شرائح الخبز مع المربى”؛ كما تقول اختصاصية التغذية إميلي تيلز، لصحيفة “واشنطن بوست”. وبعد مقارنة نسب الدهون المشبعة في العديد من أنواع الجبن، اتضح أن الأجبان التالية أكثرها غني بالدهون:

  • جبن الكامامبير، وهو جبن طري كريمي لذيذ بشكل لا يُقاوم، يخرج طازجا من الفرن، ويُقدم مرشوشا بالعسل، ومزينا بالجوز، أو يؤكل مع الخضراوات والمخللات والخبز المقرمش. لكنه “ليس الخيار الأكثر صحة”، كما تقول خبيرة الطعام الأيرلندية باولا بيتون، على موقع “ديلي ميل” البريطاني.

فرغم أنه مصدر ممتاز للبروتين، لكنه يحتوي على نسبة عالية جدا من الدهون، (حوالي 23% من الدهون، منها حوالي 14% دهون مشبعة)؛ بالإضافة لمحتواه العالي من الملح، (حوالي 1.5 غراما صوديوم، لكل 100 غرام). لذا، تنصح بيتون عشاق جبن الكامامبير بالتقليل منها، وتغميسها بالخيار أو الجزر، بدلا من الخبز. أما أصابع الكامامبير المقلية، فتوصي بيتون “بتجنبها بأي ثمن”.

  • جبنة بري (تربل كريم)، جبن طري كريمي ثلاثي الدسم مصنوع من حليب الأبقار، مغلف بقشرة رقيقة صالحة للأكل، ويُعد من أشهر أنواع الجبن في فرنسا؛ لكن يعيبه مستويات الدهون المشبعة العالية التي تجعله ليس أكثر أنواع الجبن صحية. فهو يشبه جبن كامامبير إلى حد كبير، وإن كان يحتوي على بروتين أكثر، وسعرات حرارية ودهون أقل؛ حيث تحتوي الأوقية الواحدة منه (حوالي 28 غراما) على 120 سعرا حراريا، 99 منها تأتي من الدهون. ومع ذلك، يبقى العامل المميز في جبن بري، هو ثراؤه المُذهل بالعناصر الغذائية؛ فهو مصدر رائع للكالسيوم البالغ الأهمية لصحة العظام، كما أنه مليء بفيتامين “إيه”، المعروف بتسهيل الرؤية الصحية، بالإضافة إلى مستويات كبيرة من “فيتامين بي 12” والريبوفلافين، لمساعدة الجسم على إنتاج الطاقة. لذا ينصح الخبراء في موقع “ماشد” المتخصص في الطعام، “بتناوله باعتدال”.
  • جبن الدبل غلوستر، أحد الأجبان الإنجليزية العريقة، وهو جبن صلب ومتفتت ولونه برتقالي وله طعم كريمي يشبه الجوز؛ وهو “من أكثر أنواع الجبن سمنة”، حيث تحتوي ملعقة كبيرة منه على 9.1 غرامات من الدهون، و6.1 غرامات من الدهون المشبعة، و0.5 غرام من الدهون المتحولة، و192 مليغراما من الصوديوم.
  • جبن الماسكاربوني، جبن إيطالي ناعم قابل للدهن موجود منذ العصور الوسطى، يُعد مصدرا جيدا للبروتين، كما أنه منخفض السكر أيضا؛ ويتميز بتعدد استخداماته ودمجه في العديد من الوصفات المختلفة، من اللازانيا إلى البطاطس المهروسة، إلى كعكة الجبن، والتيراميسو. لكنه “ليس الجبن الأكثر صحة”، لاحتواء الأوقية الواحدة منه على أكثر من 70% من الدهون المشبعة، و124 سعرا حراريا. فإذا كنت تحب تناوله، فمن الأفضل تقليله قدر الإمكان.

ثانيا: الأجبان الزرقاء

Slice of French Roquefort cheese with walnuts
تعرّف الأجبان الزرقاء على أنها تلك التي يتم إنضاجها باستخدام فطر البنسليوم (غيتي إيميجز)

وهي أجبان يتم إنضاجها باستخدام فطر البنسليوم، وتقع في منتصف المسافة على مقياس الصحة؛ وتشمل أصنافا مثل روكفور الفرنسي وستيلتون الانجليزي.

ومع أنها تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون المشبعة، “لكنها تُعد من أغنى أنواع الأجبان بالكالسيوم”، وفقا لاختصاصية التغذية المعتمدة، جنيفر غلوكنر.

ورغم أن روكفور جبن كريمي مخمر يتميز بمذاق دقيق، يجعله يتناسب بشكل جيد مع الفاكهة أو الخبز أو البسكويت؛ بفضل أوردة العفن الأزرق غير السامة التي تمتد في جميع أنحائه، وتجعله غنيا بالكالسيوم، والخصائص المضادة للالتهابات؛ “لكنه في الوقت نفسه يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والصوديوم، لدرجة قد تنال من فوائده”.

حيث تحتوي أوقية واحدة منه على 104 سعرات حرارية، منها 75% دهون، بالإضافة إلى على 513 مليغراما من الصوديوم. وهذا يجعلها “خيارا غير صحي” بالنسبة لأي شخص يهدف إلى خفض استهلاكه من الدهون والصوديوم.

ثالثا: الأجبان المُصنّعة

ليس معنى أن الجبن يوفر عناصر غذائية مفيدة أن نُقبل على تناوله من دون تمييز (غيتي إيميجز)

عيوب الجبن ليست قاصرة على الدهون والصوديوم فقط، “فهناك الأجبان المصنعة المليئة بالمواد الحافظة والمواد الكيميائية، التي تجعل تناولها أقل صحة بكثير”؛ بحسب “ماشد”.

لذا، تنصح اختصاصية التغذية المعتمدة، إميلي مارتورانو، بتجنب الأجبان المصنعة، “بما فيها الجبن المعجون القابل للضغط، والمُعبأ في العلب، وجبن الشرائح المغلفة”. وتنبه اختصاصية التغذية المعتمدة، نيكول ماغريتا، إلى أنه “لا ينبغي اعتبار هذه المنتجات جُبنا حقيقيا، حيث تم التلاعب بها وهندستها وضخها بالمواد الحافظة”. ومن فئات الجبن التي يجب تجنبها تماما:

  • جبن البارميزان المبشور المعبأ، تُستخدم النشويات المعدلة والمواد الحافظة مثل مسحوق السليلوز (المستخلص من نشارة الخشب)، في منعه من التكتل. كما يُعد مثبط العفن المسمى “ناتاميسين” أحد المكونات الشائعة في عبواته.
  • شرائح الجبن الأميركي المغلفة، ليست جبنا حقيقيا، لكنها “طعام نصفه جبن، تتم معالجته بشكل كبير”، وهذا يجعلها أحد أقل أنواع الجبن الصحية التي يمكن شراؤها.
  • الجبن المُحلّى، المدون عليه بيانات مضللة تفيد أنه “بنكهة الفاكهة”، هو مجرد جبن مع السكر والمواد المضافة والمواد الحافظة.
  • الجبن المُعبأ في علبة أو برطمان، يُشكل ملمسه الجيلاتيني، وطعمه المالح للغاية، ولونه البرتقالي؛ مؤشرات واضحة على أنه يحتوي على الكثير من المكونات الكيميائية.

الخلاصة

الجبن طعام كثيف السعرات الحرارية، ويمكن أن يحتوي على نسبة عالية من الدهون والصوديوم؛ فإذا كنت من عشاقه، فالأفضل أن يكون لديك فكرة عن الأنواع التي يجب تجنبها، أو تناولها من حين لآخر فقط؛ وألا تبالغ في تناوله، “لأنه يمكن أن يتسبب في تراكم السعرات الحرارية بسرعة”؛ كما تقول لورديس كاسترو مورتيلارو، مديرة مختبر الغذاء في جامعة نيويورك، لشبكة “سي إن إن”.

“فليس معنى أن الجبن يوفر عناصر غذائية مفيدة، أن نُقبل على تناوله من دون تمييز”؛ على حد تعبير اختصاصية التغذية المعتمدة، جنيفر غلوكنر.

شاركها.
Exit mobile version