Login النشرة البريدية

قال تقرير لنيوزويك إن هناك فروقا واضحة وتناقضات بين البيانات التي يقدمها المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن أعداد المهاجرين غير الشرعيين في البلاد والأرقام الرسمية الحكومية.

وذكر ترامب في خطاباته ابتداء من مارس/آذار الماضي وحتى الآن أرقاما تتراوح بين 15 و20 مليونا، في حين تشير البيانات الرسمية من هيئة الجمارك وحماية الحدود بالولايات المتحدة إلى 10.6 ملايين محاولة عبور فقط من أكتوبر/تشرين الأول 2020 حتى أغسطس/آب 2024، ويشمل ذلك حالات الاعتقال والترحيل، ولا يعني أن جميع محاولات العبور نجحت.

وبالفعل كشفت إحصاءات إدارة الهجرة والجمارك عن ترحيل أكثر من 339 ألف مهاجر من الولايات المتحدة بين أكتوبر/تشرين الأول 2020 وفبراير/شباط 2024، مع ترحيل أكثر من 121 ألفا على متن رحلات متتالية منذ أوائل يونيو/حزيران 2024.

ووفق التقرير، أكد مدير دراسات الهجرة في معهد “كاتو ديفيد بير” أن أرقام ترامب ليست مضللة فحسب، بل من المحتمل أن تكون مزيفة، ووصف الأرقام بأنها “مجموعة من البلاغات المبالغ فيها”، وقال إنها لا تستند إلى الواقع.

ويزيد تحديد العدد الحقيقي للمهاجرين غير الشرعيين تعقيدا تباين إحصائيات البيانات الحكومية، فمثلا أفاد مكتب التعداد السكاني بأن الهجرة بلغت 1.1 مليون مهاجر في عام 2023، بينما قدر مكتب الميزانية في الكونغرس الرقم بـ 3.3 ملايين، وأشار الخبير الاقتصادي جيد كولكو إلى أن اختلافات في طرق جمع البيانات تسهم في هذه الفروقات.

المهاجرون في خطاب ترامب السياسي

قال التقرير إن تضخيم أرقام المهاجرين يلعب دورا رئيسيا في سردية ترامب السياسية، والتي يهدف بها لتصوير أزمة كبيرة على الحدود الأميركية وإثارة القلق والذعر بين الناخبين بشأن قضايا الهجرة.

ويركز ترامب على أن سياسة الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في التعامل مع الهجرة فشلت، ويقدم الجمهوري نفسه على أنه الحل الوحيد والأمثل أمام الأميركيين إذا ما أرادوا التعامل مع “خطر” المهاجرين.

ووفق التقرير، كان بايدن قد كلف هاريس بإدارة أزمة الهجرة غير النظامية على الحدود المكسيكية، ولكنها لم تنجح بالتعامل معها برأي الكثير من الجمهوريين، ما زاد ترامب إصرارا على التركيز على نقطة ضعف منافسته، حتى إنه زعم في مناظرته معها أن 21 مليون مهاجر يعبرون الحدود الأميركية كل شهر.

ولكن التقرير أكد أن مستويات الهجرة في السنوات الأخيرة ظلت مستقرة نسبيا، وأضاف معهد كاتو في تحليله أن الولايات المتحدة شهدت أبطأ نمو في عدد السكان المهاجرين على مدى العقد الماضي منذ الستينيات، ويعود جزء كبير من هذا الانخفاض إلى تراجع أعداد المهاجرين من أفريقيا وآسيا، عكس ما يقوله ترامب.

وكان ترامب قد ادعى أن دولا في أفريقيا وأميركا اللاتينية تقوم بتفريغ سجونها و”مصحاتها العقلية” في الولايات المتحدة، ومن السهل، وفقا لبير لنيوزويك، تجميع حالات الجرائم التي يرتكبها المهاجرون غير الشرعيين والإشارة إليها لدعم هذه الرواية، وأضاف: “ما لا تراه ممثلا في الخطاب العام هو كل الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بسلام ويمارسون وظائفهم حالهم حال الآخرين”.

شاركها.
Exit mobile version