نشرت صحيفة لوتان” السويسرية مقال رأي للكاتب ألكسيس فافر، سلط فيه الضوء على عدد من الأسباب وصفها بالوجيهة تدعو لعدم شراء العملات المشفرة.
وأوضح الكاتب أنه منذ إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، يبدو أن هناك احتفالاً دائمًا في مجتمع العملات المشفرة، غير أن الكاتب يرى أن هذه موضة تنتشر بدافع الخوف من عدم المشاركة، والخوف من التخلف عن الركب.
وهو ما يطلق عليه ظاهرة الـ”فومو”، والتي هي -على سبيل المثال- تبقي الناس متصلين بهواتفهم الذكية على مدار الساعة، خوفًا من أن يحدث شيء في غيابهم، إذا قاموا بفصل هواتفهم للحظة.
وأكد الكاتب أن هذه الـ”فومو” تدفع الناس بإلحاح لشراء البيتكوين أو الإيثريوم، خاصة بعدما تجاوزت الأولى حاجز الـ100 ألف دولار وتقترب الثانية من الـ4 آلاف دولار.
ويوضح الكاتب أنه رغم أنه ليس مستشارًا ماليًّا، فإنه يرى أن هناك 5 أسباب وجيهة لعدم التداول في العملات المشفرة وشرائها، وهي:
لن تربح ما يكفي
يبين الكاتب أن قيمة البيتكوين قد تتضاعف 10 أضعاف أخرى، وبفرض أنك قمت بشراء بيتكوين بمبلغ 5 آلاف فرنك سويسري؛ فإذا وصلت البيتكوين إلى مليون دولار، فستكون قد ربحت 45 ألف فرنك، وستكون سعيدًا بالتأكيد بهذه الصفقة، ولكنك ستشعر بالإحباط الشديد لأنك لم تستثمر أكثر، أو لم تفعل ذلك في وقت أبكر.
ولهذا -بحسب الكاتب- من الأفضل عدم القيام بذلك على الإطلاق، حيث إن البديل هو استثمار المزيد، بما يكفي لحماية نفسك أو لاستثمار في التقاعد، فالبيتكوين قد لا تتضاعف أيضا، لذلك من الأفضل عدم القيام بذلك من الأصل.
ستراهن على الحصان الخطأ
بوصوله الـ100 ألف، تعتبر البيتكوين نجم اللحظة. ولكن إلى متى؟ يتجه الأكثر طمعًا بالفعل نحو الإيثريوم، الذي يبدو أن هامش نموه لا يزال هائلاً.
ثم هناك العملة الجديدة الوافدة التي تسمى “هايب” (hype) والتي ارتفعت قيمتها بنسبة 260% منذ إطلاقها في 29 نوفمبر/تشرين الثاني؛ فأين تضع أموالك؟ سيكون من الغباء أن تختار الحصان الافتراضي الخطأ.
أنت لا تتحدث اللغة نفسها
العملة المشفرة ليست مجرد استثمار، بل هي عالم، وعالم موازٍ، ودين، وأسلوب حياة. هل يجب الاحتفاظ أم الشراء في وقت الانخفاض؟ هل يجب أن تقوم بالتخزين ثم البيع لاحقا؟ ثم ماذا عن توزيع العملات البديلة والأصول الرقمية والرموز؟
إذا انطلقت في هذا المجال؛ فيجب أن تفهم كل ما سبق، أي أن تتعلم لغة جديدة وتمارسها بطلاقة مع أصدقائك الجدد، عبر الإنترنت بالطبع.
لديك ضمير
أنت تشعر أيضا بأن هناك شيئا فاسدا في مملكة البيتكوين، وهذا الشعور يسمى الضمير. حتى لو لم تكن مناهضا للرأسمالية أو من دعاة العولمة البديلة أو النمو المتباطئ (وفي هذه الحالة، لم تكن العملات المشفرة لتخطر ببالك)، فلا يزال لديك على الأقل، مما تفهمه عن سير العالم، انطباع مبهم بأنه يجب أن يكون له معنى.
على سبيل المثال، يبدو لك الاستثمار حدسيا أكثر ملاءمة، -إن لم يكن عادلاً- من المضاربة. وحتى في عصر مضطرب مثل عصرنا، لم تتخل تماما عن خدمة الآخرين في وقت خدمتك لنفسك.