افتتحت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أمس، فعاليات مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة، الذي تنظّمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للمرة الأولى في العالم العربي، بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في مركز دبي التجاري العالمي.
وألقت سموها الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، بحضور نخبة من القادة العالميين وصنّاع القرار والمبتكرين، الذين يجتمعون في دبي لمناقشة الحلول المعرفية المفتوحة والذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الوصول الشامل إلى المعرفة.
وأكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أهمية مساعي المؤتمر نحو استكشاف الإمكانات الكبيرة التي تتيحها الموارد التعليمية المفتوحة، بما يسهم في تسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة، وتوحيد الجهود لمشاركة التعليم الرقمي، لافتة سموّها إلى أهمية تسخير التكنولوجيا لتحسين وتطوير مسارات التعليم وتعزيز شموليته، ومواجهة التحديات العالمية عبر حلول مبتكرة تسهم في توفير واستدامة المزيد من الفرص التعليمية، وضمان شفافية المعلومات في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي قد ينعكس على جودة المعلومات، ما يستدعي بذل المزيد من الجهود لتقديم برامج مرخصة قادرة على إنتاج المعرفة وتوفير المعلومات الصحيحة، بما ينعكس إيجاباً على مستقبل التعليم في العالم.
وتحت شعار «المنافع العامة الرقمية: حلول مفتوحة لوصول شامل إلى المعرفة»، يتضمن المؤتمر جدول أعمال حافلاً بالندوات والجلسات النقاشية التي تركز على تعزيز التعليم العادل والمستدام من خلال الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات الناشئة، ويشارك في المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين أكثر من 500 مشارك من مختلف دول العالم، بمن فيهم مجموعة من الوزراء والأكاديميين وممثلي القطاع الخاص.
بدوره، ألقى مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والمعلومات في «اليونسكو»، الدكتور توفيق الجلاصي، كلمة بعنوان «احتضان الحلول المفتوحة من أجل مستقبل شامل للمعرفة»، حيث استعرض أبرز الإمكانات التحويلية للموارد التعليمية المفتوحة في مواجهة تحديات التعليم في العالم.
وتضمن المؤتمر جلسات نقاشية، بما في ذلك جلسة «تشكيل مستقبل التعليم» التي شهدت مشاركة وزراء ومتحدثين بارزين، من بينهم وزيرة الاقتصاد الرقمي والاتصالات في بنين، ورلي آدم-سول زومارو، ووزير التعليم في غانا، الدكتور ياو أوسي أدوتوم، ووزير التعليم الصيني هواي جينبنغ (عبر الاتصال المرئي)، ووزير الدولة للتعليم في جزر المالديف، الدكتور عبداللطيف محمد، ووكيلة وزارة الدولة المكلفة بالسياسة والتنسيق عبر القطاعات في كمبوديا، الدكتورة بو تشانكوليكا، والسكرتير الدائم للتعليم من غويانا، شانييل هوسين-أوتار، حيث تحدثوا عن تجاربهم واستراتيجياتهم لتعزيز الابتكار والشمولية من خلال الموارد التعليمية المفتوحة.
وسعى الخبراء خلال جلسة نقاشية جماعية بعنوان «استغلال الموارد التعليمية المفتوحة والذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل الشمول الرقمي»، لإلقاء الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي والموارد التعليمية المفتوحة في معالجة التحديات العالمية، إذ تناولت الجلسة موضوعات تكافؤ الفرص في التعليم، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق الشمولية.
وضمَّت قائمة المتحدثين في الجلسة كلاً من الوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، الدكتورة فومزيلي ملامبو-نكوكا، التي ركزت على الحلول المفتوحة لتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية، ومدير مكتب تقييس الاتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات، سيزو أونوي، الذي ناقش دور الذكاء الاصطناعي في توحيد معايير الشمول الرقمي، ومدير استراتيجيات الحملات السياسية العالمية في «ميتا بلاتفورمز» (Meta Platforms)، كيفن تشان، الذي أكد على الدور الرئيس للذكاء الاصطناعي في دعم جهود الشمول اللغوي.
وفي جلسة أخرى، حملت عنوان «عرض القيمة لمحتوى التعلم المرخص بشكل مفتوح»، تناول المشاركون التطبيقات المبتكرة للموارد التعليمية المفتوحة، وأفضل الممارسات العالمية المشتركة. وسلّط فيها الدكتور توفيق الجلاصي الضوء على توصية عام 2019 لرؤية الموارد التعليمية المفتوحة للمستقبل، وأوضحت المدير التنفيذي لـ«كرييتيف كومونز» (Creative Commons)، آنا تومادوتير، دور الترخيص المفتوح في مستقبل التعليم، بينما عرض السكرتير الدائم من غامبيا، موكتار م. واي. داربوي، تطبيقات مبتكرة للموارد التعليمية المفتوحة في غامبيا، واستعرضت سفيرة فنلندا لدى البحرين والإمارات، تولا يريولا، مكتبة الموارد التعليمية المفتوحة الفنلندية، ودورها في تنفيذ محتوى التعليم المرخص بشكل مفتوح.
وأحرزت دول عديدة تقدماً بارزاً في تطبيق توصيات «اليونسكو» بشأن الموارد التعليمية المفتوحة، وسيتم استعراض مبادراتها خلال المؤتمر، فعلى سبيل المثال في كوبا أحدثت «جامعة الصحة الافتراضية» تحولاً جذرياً في تعليم الرعاية الصحية من خلال تقديم برامج تعليمية مرنة ومفتوحة للممارسين حتى في المناطق النائية، أما في مدغشقر فقد تعاملت الحكومة مع تحديات «كوفيد-19» بإطلاق منصة تعليم إلكتروني، وتوزيع أجهزة لوحية، والاستعانة بالإذاعات لتقليل الفجوات الرقمية في التعليم الأساسي، وفي ماليزيا تم اعتماد سياسة شاملة للموارد التعليمية المفتوحة، تهدف إلى توفير موارد تعليمية متاحة للجميع، بدعم حكومي يشمل تدريب المعلمين وتعزيز التكنولوجيا، وفي المغرب تهدف الاستراتيجية الوطنية للموارد التعليمية المفتوحة والعلوم المفتوحة لعام 2024 إلى تحديث التعليم، وتوسيع نطاق البحث العلمي، مع مشاركة فعّالة من قبل المعلمين، وتعكس هذه النماذج تنوع الجهود المبذولة لتحقيق وصول عادل إلى المعرفة، عبر الموارد المفتوحة في مختلف السياقات.
لطيفة بنت محمد:
. تسخير التكنولوجيا ضرورة لتحسين وتطوير مسارات التعليم وتعزيز شموليته ومواجهة التحديات العالمية عبر حلول مبتكرة.
. المؤتمر استقطب أكثر من 500 مشارك من مختلف دول العالم، يتقدمهم مجموعة من الوزراء والأكاديميين وممثلي القطاع الخاص.