Login النشرة البريدية

قال الدكتور خالد غطاس مقدم برنامج “أنت” في حلقة جديدة بعنوان “الألم اللطيف” إن الملل الذي غالبا ما نهرب منه يحمل في طياته قوة تحفيزية قد تغير مسار حياتنا بالكامل.

وروى غطاس تجربته الشخصية التي جعلته يعيد اكتشاف نفسه حين شعر بشعور أشبه بالألم الخفيف خلال حصة مكتبة في المدرسة، ليكتشف لاحقا أن هذا الشعور كان نقطة تحول في رحلته المعرفية.

وأشار إلى أن الملل ينبع من فجوة بين توقعات العقل ونشاطه الفعلي، فعندما يقل النشاط العقلي عن مستوى معين يشعر الإنسان بحالة من الضجر تدفعه إلى البحث عن تغيير.

وأوضح غطاس أن الملل يتولد من عوامل عدة، أبرزها التوقعات غير المحققة، والرتابة المستمرة، وقلة المدخلات الحسية، وتحدث في هذا السياق عن تجربته مع سلسلة كتب “الناجحون” التي وجدها بالصدفة في المكتبة المدرسية.

نقطة البداية

وقال غطاس إن لحظة الملل الشديد تلك كانت نقطة البداية التي دفعتني لاستكشاف العالم بين العلم والأدب، بين توماس إديسون والمتنبي، موضحا أن هذا النوع من الملل -الذي وصفه بـ”الألم اللطيف”- يدفع الإنسان إلى تحفيز ذاته للخروج من حالة الركود.

وأشار إلى أن الرتابة المستمرة مهما كانت ممتعة تؤدي إلى الملل، واستشهد بما ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من اختياره الأوقات المناسبة لموعظة أصحابه خوفا من أن تصيبهم السآمة.

وأوضح أن قلة المدخلات الحسية تعد من أبرز مسببات الملل، فعندما يقل التنوع في البيئة المحيطة يشعر الإنسان بالضجر، مما يدفعه إلى البحث عن محفزات جديدة، وقد تُستخدم وسيلة للتعذيب النفسي في بعض الأحيان.

وانتقد غطاس ثقافة الهروب المستمر من الملل في العصر الحالي، إذ نلجأ إلى هواتفنا وأجهزتنا الذكية في كل لحظة فراغ، مشيرا إلى دراسة أظهرت أن الناس قد يفضلون التعرض لصدمات كهربائية خفيفة بدلا من الجلوس في صمت لمدة 15 دقيقة دون القيام بأي شيء.

نقطة التحول

من جانبه، شارك بطل الفنون القتالية خالد عفارة تجربته الشخصية مع “الألم اللطيف”، وبيّن كيف شكّل الملل نقطة تحول في مسيرته.

وروى بطل الفنون القتالية كيف كانت بداياته في التدريب قاسية ومؤلمة، لكنها قادته إلى اكتشاف قدراته الحقيقية والتغلب على العقبات، وقال “هذا الألم الذي هربنا منه مرارا كان بوابتي إلى اكتشاف قوة الإرادة والصبر”.

ويرى عفارة أن اللحظات المؤلمة تحمل في طياتها فرصا للتغيير والنمو، مؤكدا أن الصبر على الألم أثناء التدريبات القاسية جعله أقوى وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.

وأوضح أن الرياضات القتالية تعلّم الإنسان الصبر والتحمل، وقال “في لحظات التدريب الشاقة تشعر بالألم الذي يدفعك لتجاوز حدودك، إنه ألم يذكرك بأنك على قيد الحياة وأنك تتقدم نحو هدفك”.

وأشار عفارة إلى أن الألم في الرياضة ليس فقط جسديا، بل نفسي أيضا، فالرياضي يمر بلحظات شك وضغط تجعله يفكر في الاستسلام، لكن تجاوز تلك اللحظات يمثل انتصارا حقيقيا.

وأضاف “الرياضة تعلمنا أن الألم ليس عدوا، بل هو دليل على أننا نسير في الطريق الصحيح”.

شاركها.
Exit mobile version