Login النشرة البريدية

قصة ملهمة لقائد لا يعترف بكلمة المستحيل، حضرت أمس خلال الحفل الختامي للدورة الثامنة لـ«تحدي القراءة العربي» في «دبي أوبرا»، لتبرز أمام الحضور «التحدي الأول» الذي واجهه في العاشرة من عمره صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي كان بمثابة درس علّمه العزيمة والإصرار، بعد أن طلب منه والده المشاركة في سباق للخيل.

لم يجتز سموّه السباق مع المهرة التي اختارها، وهي «أم حلق» التي كانت مصابة في ساقها، إلا أنه أدرك من هذه التجربة، أن الحياة عبارة عن سباق كبير، ولابد من الاستعداد للحصول على المركز الأول. وتوجه سموّه برسالة حول المعرفة، تشير إلى أن السباق الحالي، هو سباق بناء أجيال تؤمن بالعلم والمعرفة والقراءة.

جاء كلام سموّه في التقرير المصور والمسجل بصوته، والذي عرض خلال الحفل الختامي لـ«تحدي القراءة العربي». وقال سموّه: «كان أول تحدٍ في حياتي عندما كنت صغيراً في العاشرة من عمري، وهو سباق مفتوح للخيل في دبي، إذ قال لي أبي سأنظم سباقاً مفتوحاً، وأريدك أن تشارك فيه، كنت في العاشرة من عمري، لكن كلمات أبي أشعرتني بالمسؤولية الكبيرة».

وحول التحضيرات لخوض السباق، أضاف سموّه: «اخترت مهرة جميلة، كان اسمها (أم حلق)، لكنها كانت مصابة في ساقها، ولم يجربها أحد كفرس سباق، وكان أهم مشروع في حياتي في ذاك الوقت هو تجهيز (أم حلق) للسباق، كنت أدربها وأعالجها أيضاً بمساعدة أمي التي كانت خبيرة بالأعشاب».

بعد ثلاثة أشهر من العلاج، أصبحت «أم حلق» جاهزة. ويروي سموّه تفاصيل يوم السباق: «امتطيت (أم حلق) وعيني على حكم البداية، وعلت الأصوات بمحاذاة الشاطئ، حيث انطلقت (أم حلق) بقوة هائلة وأدهشتني، فثبتت نفسي على ظهرها الأملس، لأنني كنت أسابق عليها من دون سرج، وكانت الأحصنة من حولي تندفع مثل موجة كبيرة، استعجلت (أم حلق) بقدمي، وكانت تنافس فرس أخي الشيخ حمدان (العودة)، الذي تقدم عليّ بعدة خطوات، لكني حثثت (أم حلق)، وفي الضباب استطعت تقليص المسافة بيننا، حتى غدا رأس (أم حلق) قريباً من خاصرة (العودة)».

حث سموّه «أم حلق» لتعطيه كل ما لديها من قوة، حتى وجد نفسه يحاذيها كتفاً بكتف، ولكن «العودة» سبقته بخطوة واحدة. هذا السباق الذي لم يحقق المركز الأول فيه، شكل محطة مهمة تعلم منها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الكثير عن التنافس والحياة.

وأكمل سموّه خلال التقرير: «تعلمت من السباق الأول أن حياتنا سباق كبير، وكلما كنت مستعداً للسباق نجحت فيه، ولابد أن يكون لديك روح التحدي والعزيمة والإصرار، وكل السباقات التي جاءت في حياتي بعد ذلك، كانت فيها روح التحدي، سباقاتنا لبناء دولة الإمارات، وسباقاتنا لبناء الإنسان، والسباق لبناء مدينة، تكون أفضل مدينة للعيش في العالم».

وختم سموّه: «كان نصيبنا المركز الأول لأننا نؤمن بأنفسنا، ونؤمن بهذه الأرض الطيبة، ونؤمن بالأجيال الجديدة واليوم نحن في سباق لبناء أجيال تؤمن بالعلم والمعرفة والقراءة».

رغم أنها دقائق معدودة، هي مدة الوثائقي، إلا أنها بدت غنية بحكاية جميلة، تبوح بسر العلاقة التي جمعت صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مع مهرته، التي اختارها من بين تلك المجموعة التي انتقاها له والده المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حيث وضع عليها رهانه بالفوز في أول السباقات التي شارك بها، حينما كان في العاشرة من عمره، وكان السباق آنذاك أهم مشروع في حياته.

وروى سموّه، كيف أشرف على علاجها، مستعيناً بوالدته، المغفور لها، الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان، رحمها الله، ليكتشف من خلال معاينة والدته للمهرة، مدى ذكاء الخيل، وبدأ يعرف كم هي، الخيل، حساسة ورقيقة ووفية، كما أشرف على تدريب مهرته، والتي تعوّد اصطحابها إلى الشاطئ، ليحممها ويدربها، حيث كانت تغطس أنفها في عشب الصحراء والحشائش التي كان سموّه يحضرها معه لأجلها، وكانت هي تستمتع بالعودة إلى الإسطبلات، بمقدار استمتاعها بالأوقات التي تقضيها في الخارج.


حب الخيل

بين ثنايا الحكاية، التي يسردها الوثائقي الذي عرض خلال حفل «تحدي القراءة العربي»، ويروي قصة «التحدي الأول» الذي واجهه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يكتشف المتابع مدى حب سموّه، للخيل، إذ يصف سموّه في أحد المشاهد عندما كانت تعود الخيل إلى الإسطبلات، حيث يتولى تنظيف غطائها من الرمل والملح، بينما هي تقف بهدوء، وتحرك أذنيها إلى الخلف، لتلتقط أي تغيير يطرأ على نبرة سموّه وهو يحدثها بشكل متواصل، كما يؤكد ذلك المشهد مدى ذكاء مهرة سموّه، من خلال تطرقه لحركة أقدامها، فهي «كانت تريح ساقها الخلفية، وتقدم الساق المصابة أمامها».

شاركها.
Exit mobile version