Login النشرة البريدية

الدوحة- تعد ريادة الأعمال من أكثر المجالات تحديا وإثارة في عالم الأعمال، حيث يقوم الرواد بتحويل أفكارهم الابتكارية إلى مشاريع قابلة للتنفيذ وذات انتشار واسع، ومعظم رواد الأعمال يبدؤون رحلتهم من الصفر، حيث يواجهون التحديات والصعوبات ويتعلمون من الأخطاء والتجارب.

وفي مقابلات مع الجزيرة نت على هامش قمة الويب التي اختتمت الخميس الماضي في العاصمة القطرية الدوحة قدّم رواد عرب تجاربهم في إطلاق وتأسيس مشاريعهم من الصفر وحتى النجاح، مقدمين في الوقت نفسه نصائحهم إلى الشباب والشابات العرب من أجل تحقيق أحلامهم وقهر الصعاب.

في البداية، يروي الإماراتي محمد العوضي قصة تأسيسه مع صديقه خالد العوضي شركة “رمال” لإنترنت الأشياء، وهي شركة شغوفة بتعزيز النظام البيئي لإنترنت الأشياء (آي أو تي) من مصادر محلية ومتخصصة في تصميم وتجميع (بي سي بي) لوحة الدوائر المطبوعة، وهي عبارة عن دوائر مطبوعة تستخدم بشكل عام في مجال الإلكترونيات وفي التعليم.

الإماراتي محمد العوضي يقدم شرحا عن لوحة الدوائر المطبوعة ضمن مشروعه “رمال” (الجزيرة)

أفكار مبتكرة

ويشير العوضي إلى أن الشركة -التي تأسست بتمويل شخصي بسيط بهدف تحسين وتطوير إنترنت الأشياء وتعزيز التقنية في الإمارات بشكل عام التي كانت تعتمد بشكل أساسي على كيانات أجنبية- توسعت بمرور الوقت.

لم تكن رحلة “رمال” في عالم إنترنت الأشياء سهلة، فواجهت الشركة في بداية تأسيسها العديد من الصعوبات والتحديات، خاصة في ما يتعلق بالتمويل حتى تمكنت من تلقي دعم حكومي والمشاركة في معارض عديدة لترويج منتجاتها، وهو الأمر الذي انعكس في تلقي الشركة الكثير من الطلبات لتنفيذ مشاريع متخصصة وتحقيق عوائد مالية كبيرة.

من رحم الأفكار المبتكرة يولد النجاح الحقيقي، هكذا ينصح رائد الأعمال الإماراتي الشباب العرب، مشددا على أهمية تميز أفكارنا عن غيرها لتكون بوابتنا للتميز والتفوق.

لم تتوقف المشاريع الرائدة عند منطقة الخليج، بل بزغ نجمها غربا، وتحديدا في تونس، حيث دفع حب التراث العربي مجموعة من الشباب التونسيين إلى تطوير منصة “زنكي” التي تحول المخطوطات العربية القديمة والكتابات اليدوية إلى نص قابل للتعديل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

كما توفر هذه المنصة إمكانية البحث داخل الوثائق العربية المخطوطة والمطبوعات القديمة التي قد لا تستطيع وسائل المعالجة الأخرى التعرف عليها.

حفظ التراث العربي

خطرت للمهندس فراس بن عبيد فكرة منصة “زنكي” للتواصل الاجتماعي، فسارع للتواصل مع أصدقائه عدنان السعداوي ومروان سلام وعدنان الصمعي وخالد الصقير.

أبدى أصدقاؤه ترحيبا شديدا بالفكرة، وبدؤوا معا رحلة تأسيس منصة “زنكي”، حيث واجه أعضاء الفريق العديد من الصعوبات في بداية رحلتهم، خاصة في مجال التمويل.

لم يثن نقص التمويل عزيمة أعضاء الفريق، بل زادهم إصرارا على تحقيق حلمهم، فابتكروا الفريق حلولا إبداعية لتجاوز عقبة التمويل، كالاعتماد على التمويل الذاتي وجمع التبرعات من العائلة والأصدقاء.

وبفضل المثابرة والتعاون بينهم تمكنوا من تأسيس منصة “زنكي” وإطلاقها للجمهور، ونجحت في تحقيق نتائج أولية مشجعة.

بدوره، يعبر فراس بن عبيد عن هذا الإنجاز قائلا “كان تطور منتجنا مستمدا من خلال تجاربنا المستمرة والتحسين المستمر، قمنا بالانخراط في حاضنات الأعمال ومسرعات الابتكار، حيث حصلنا على توجيهات قيمة، وتم فتح فرص أمامنا للتعلم والتطوير، لقد كانت هذه الفترة حاسمة جدا في تعزيز فهمنا عالم ريادة الأعمال”.

ويضيف “وصلنا إلى مرحلة توفير المنتج الأولي وبدأنا في الترويج له بنجاح، إذ لاقى اهتماما في الدول العربية، خاصة في الخليج، حيث حظينا بالدعم والتبني الكامل للمشروع، مما ساعدنا في التعاون مع هيئات حكومية ومؤسسات بهدف تحويل السجلات العربية إلى محتوى رقمي قابل للبحث باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي”، كاشفا عن عروض تلقتها الشركة لتوسيع أعمالها بقيمة مليون دولار.

إعلانات غير تقليدية

وللشباب الراغبين في دخول مجال الأعمال يقدم التونسي بن عبيد مجموعة من النصائح، أهمها:

  • التوكل على الله والتواضع له.
  • بناء العلاقات وتقديم المساعدة للآخرين.
  • الانضمام إلى حاضنات الأعمال وبرامج التسريع.
  • تجربة المنتج وتحسينه بناء على ملاحظات المستخدمين.
  • استشارة المتخصصين في كل مرحلة.
  • الانفتاح على الآراء والأفكار المختلفة.
  • بناء فريق ملتزم بالمشروع، وتوفير بيئة مناسبة ومحفزة.
العراقي ميسر أبو الخير يقدم حلولا إعلانية إبداعية باستخدام الدرون (الجزيرة)
العراقي ميسر أبو الخير يقدم حلولا إعلانية إبداعية باستخدام الطائرات المسيرة (الجزيرة)

إعلانات إبداعية

أما العراقي ميسر أبو الخير فهو شريك مؤسس لشركة “سكاي فيرتيز”، وهي شركة ناشئة تعمل في الإمارات ودول أخرى وتقدم حلولا إعلانية إبداعية باستخدام طائرات مسيرة (درون).

يقول أبو الخير إن الهدف من تأسيس الشركة هو تغيير طريقة عرض الإعلانات من خلال استخدام 300 إلى 600 طائرة مسيرة تشكل أي شعار أو رسالة أو علامة تجارية في السماء.

ويضيف “جاءتني الفكرة عندما لاحظت أن الناس لا يتذكرون الإعلانات التقليدية، مثل اللوحات الإعلانية، فيما يبحثون دائما عن تجارب جديدة وفريدة من نوعها”.

واجه أبو الخير بعض التحديات في البداية، مثل تسجيل الطائرات المسيرة والحصول على الموافقات الحكومية اللازمة، ومع ذلك تمكن من التغلب على هذه الصعوبات بفضل إصراره وعزيمته على مواصلة المشروع.

وعندما سئل عن تمويل الشركة، أفاد بأنهم يعتمدون على تمويل شخصي من شريكه، ومع ذلك يخططون للتوسع في المستقبل القريب إلى قطر والسعودية.

ومن خلال تجربته يقدم رائد الأعمال العراقي نصيحة قيمة إلى الشباب ويشجعهم على اتباع شغفهم وعدم الخوف من التحديات، كما يشدد على أهمية المشاركة مع أشخاص موثوق بهم في مشاريعهم، ويؤمن بأن الشراكة هي مفتاح النجاح، وأن العمل معا يمكن أن يساعد على تحقيق أشياء عظيمة.

شاركها.
Exit mobile version