أكدت شيخة سعيد المنصوري مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة أن المؤسسة تقدم 6 خدمات أساسية تنطلق من الفكر الشمولي لتعزيز منظومة الأسرة وهي: خدمات الإيواء، والخدمات الاجتماعية، والخدمات النفسية، وخدمات الأنشطة الترفيهية وبرنامج تمكين الحالات، والخدمات القانونية، والخط الساخن.
وأوضحت لــ«البيان»، أن المؤسسة معنية في الأصل بتقديم خدماتها للنساء والأطفال، ولكنها لا تغفل عن دورها في توطيد أواصر الأسرة وإشاعة روح الاستقرار في المجتمع، ولذلك تستقبل الطلبات والاستشارات الواردة من الرجال أيضاً من شرائح عمرية مختلفة، وذلك كحالات خارجية لا تشمل الإيواء، حيث تقدم لهم الدعم بغرض رأب الصدع بين أفراد الأسرة.
أمن واستقرار
وأشارت إلى أن الخدمات المقدمة للرجال تتنوع بين تقديم الاستشارات الأسرية وخدمات العلاج النفسي وخدمات الاستشارات والمتابعة القانونية وخدمات إنسانية أخرى تهدف إلى حماية وتعزيز الأمن والاستقرار لدى الضحايا وأسرهم، مشيرة إلى أن أبرز هذه الخدمات يتمثل في 4 برامج رئيسية وهي: التثقيف والتوعية، وبرنامج المرأة، وحماية الطفولة، وتقوية الأواصر الأسرية.
حماية ورعاية
وأوضحت المنصوري أن أحد الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة يتمثل في تثقيف وتوعية الجمهور بالتركيز على توفير مجتمعٍ يتمتع بقدر عالٍ من الوعي بأهمية الحوار الأسري، وداعم لحماية ورعاية أفراد الأسرة، ومساهم في الحد من العنف، ويتم ذلك من خلال برامجها التوعوية والتثقيفية التي تقوم بها المؤسسة والتي تسهم في رفع مستوى وعي المجتمع بقضايا العنف والإساءة.
ونوهت بأن برنامج المرأة التوعوي الذي أطلقته المؤسسة يستهدف نشر ورفع الوعي عن السلامة والصحة النفسية وأثرها على الحماية من التعرض للعنف ومواجهته، وذكرت مثالاً على ذلك حيث أطلقت المؤسسة حملة بعنوان «أنت لها سند» مستهدفة «الزوج» ضمن جهودها المجتمعية في عام 2022، وتضمنت الحملة رسائل توعوية وتعريف الأزواج بطرق تقديم الدعم النفسي والمعنوي لزوجاتهم، وركزت الحملة على دور الرجل الفعال في مساندة المرأة في المجتمع والأسرة، وتعزز أهمية إشراكه في دائرة حماية النساء والفتيات في المجتمع.
نشر الوعي
وأضافت مديرة المؤسسة بالإنابة أن برنامج حماية الطفولة، يستهدف نشر ورفع الوعي حول حماية الطفولة ومواجهة سلوك التنمر والوالدية الواعية من خلال الحملات والفعاليات والمنشورات، أما برنامج تقوية الأواصر الأسرية، فيستهدف نشر ورفع الوعي عن تقوية الأواصر الأسرية من خلال تسليط الضوء على أهمية التواصل الأسري الفعال والتوازن السليم للأسرة، انسجاماً مع أجندة دبي 33 التي تهدف إلى تحقيق الأسر الأسعد والأكثر ترابطاً وتسامحاً وتمسكاً بالقيم والهوية الوطنية.
وذكرت المنصوري أن المؤسسة أطلقت حملتها تحت شعار «الأسرة أولاً» العام الماضي 2023، والتي ركزت فيها على حزمة من النصائح المهمة تمحورت حول أهمية الحوار الأسري، وتقوية الأواصر الأسرية، وشددت على أهمية الاحتواء العاطفي لأفراد العائلة لتمكين الأسرة من الإسهام في بناء المجتمع، كما صممت المؤسسة، منتصف العام الجاري 2024، بالتزامن مع يوم الأسرة، لعبة مسلية وهادفة بعنوان «تعرفني» بهدف زيادة الترابط الأسري وتوطيد العلاقات الأسرية وخلق حوار فعال وممتع بين أفراد الأسرة.
برامج تأهيلية
وحول الجهود التي تبذلها المؤسسة في مجال الإيواء، أوضحت المنصوري أن المؤسسة تقدم خدمات عديدة ومتنوعة وبرامج تأهيلية مفصلة تتلاءم مع كل حالة ونوعها، مشيرة إلى أن هذه الخدمات تقدم من خلال مختصين في المجال النفسي والاجتماعي والإداري ويحملون المؤهلات العلمية كالدكتوراه والماجستير والبكالوريوس والدبلوم، ومدربين على أعلى مستوى ويمتلكون المعرفة الوافية حول قضايا العنف وسوء المعاملة، من حيث الخصائص والأشكال والأساليب والآثار المترتبة عليها، ويعون جيداً كيفية التعامل مع الضحايا وإعادة تأهيلهم وذلك لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة العالمية في تقديم هذه الخدمات.
وحول خدمات الإيواء، أشارت المنصوري إلى أن المؤسسة تقدمها للحالات الطارئة التي يتم تحويلها من مختلف الجهات في الدولة، إضافة إلى الحالات التي تواجه تهديداً يشكل خطورة على سلامتها، وتشمل خدمات المسكن المؤقت تحت إشراف فريق عمل متكامل على مدار الساعة، إضافة إلى توفير جميع احتياجات المقيمات من مأكل، ومشرب، وملبس ومواصلات وغيرها.
وقالت: الخدمات الاجتماعية، تتمثل في إدارة الحالة بواسطة أخصائيات اجتماعيات بمسمى (مديرة حالة)، لتقديم الدعم الاجتماعي المناسب وفق احتياجات الضحية وتطلعاتها، حيث يقع على عاتق مديرة الحالة مسؤولية إجراء دراسة الحالة الاجتماعية ووضع خطة دعم للضحية والتنسيق مع كافة الجهات الداعمة سواء على المستوى الداخلي للمؤسسة أو الخارجي والإحالة إلى جهات الاختصاص وتقديم الدعم المادي بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، وتقديم الاستشارات.
وأضافت أن مديرة الحالة تسعى أيضاً من خلال الوساطة العائلية إلى لم شمل الأسرة وعلاج التصدع الأسري، كما تقوم بالزيارات المنزلية، والزيارة المدرسية، والحضور في المحكمة، وتسهيل إجراءات الجنسية والإقامة.
خدمات نفسية
وقالت: إن أغلب الضحايا الذين تعرضوا للعنف يعانون من أعراض خلل في الصحة النفسية والتي تشمل الاكتئاب، والقلق، وأعراض ما بعد الصدمة مما يؤثر سلباً على نشاطهم الشخصي والعائلي وقدراتهم التعليمية والمهنية، لذا تقدم المؤسسة لهم الخدمات النفسية للمساهمة في تطوير ذواتهم بشكل صحي وتعزيز جوانب القوة في داخلهم، وذلك عبر توفير خدمات علاجية وفق احتياجات كل ضحية مثل: إجراء فحص لتقييم الصحة العقلية (النفسية)، والعلاج الفردي، والعلاج الجماعي، وتقديم الاستشارات، والعلاج باللعب للأطفال، ومجموعات التمكين، والعلاج النفسي بمساعدة الحيوانات الأليفة.
وأضافت أن مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال تقدم أيضاً مجموعة من الأنشطة التعليمية والترفيهية والمهنية وبرامج التمكين بهدف الإسهام في تخفيف الضغوط النفسية عن الضحايا، وإعادة دمجهم في المجتمع من خلال الأنشطة المتنوعة والهادفة التي تقام بشكل منتظم ودوري، لافتة إلى أن برنامج تمكين الحالات يسهم في إعادة تأهيل ضحايا العنف ويسهل عملية دمجهم في المجتمع، كما يعمل البرنامج في الوقت ذاته على تطوير مهارات سابقة وغرس مهارات جديدة لديهم.
استشارات قانونية
وأوضحت أيضاً أن المؤسسة توفر كذلك خدمة الاستشارات القانونية لدعم الحالات وتوجيههن لآلية التواصل مع الجهات القانونية والقضائية في الدولة، وتعريفهم بحقوقهم القانونية والشرعية وبالآليات الصحيحة للسير في الإجراءات القانونية مثل رفع الدعاوى وفتح البلاغات، وغيرها.
وأشارت مديرة المؤسسة بالإنابة إلى أن الخط الساخن على الرقم ( 800111) يتلقى جميع البلاغات والاستفسارات الواردة عبر خط المساندة ووسائل الاتصال الأخرى ويقوم بتصنيفها وفرزها وفق عدة معايير ثم يقوم بالرد عليها من قبل مجموعة من الموظفين المتمرسين، وتحويلها إلى الفريق المختص لاتخاذ الإجراء المناسب لهذه البلاغات.
وأكدت أن موظفي الخط الساخن يقدمون خدماتهم مستندين إلى القيم التي تتبناها المؤسسة وبالأخص مراعاة السرية التامة والخصوصية في جميع البلاغات والاتصالات الواردة على الخط، هذا بالإضافة إلى المساواة في تقديم الخدمة بغض النظر عن العرق، أو الدين، واللغة، والجنسية وغيرها من الفروقات، مشيرة إلى أن مركز الاتصال يعمل على مدار الساعة يومياً طيلة أيام الأسبوع، ويختص باستقبال بلاغات واتصالات المتعاملين على الخط الساخن.
