Login النشرة البريدية

أثار احتفال مدافع المنتخب التركي لكرة القدم ميريح ديميرال بإشارة “الذئاب الرمادية” عقب هدفه الثاني في شباك النمسا، ضمن دور الـ16 من كأس أمم أوروبا أزمة دبلوماسية بين أنقرة وبرلين، وتفاعلا افتراضيا.

وارتبطت إشارة اليد التي احتفل بها ديميرال تاريخيا بتنظيم “الذئاب الرمادية”، وهي منظمة تركية يمينية متطرفة تشكلت في أواخرِ عام 1960، وتُعتبر الذراع المسلح غير الرسمي لحزب الحركة القومية.

ويعتبر الذئب رمزا يمجده الأتراك، ونسجت حوله أساطير كثيرة، إذ يطلقون فخرا على مؤسس الجمهورية كمال أتاتورك لقب “الذئب”.

في الجهة المقابلة، يصنف هذا التنظيم كمنظمة إرهابية في فرنسا والنمسا في حين يخضع للرقابة في ألمانيا، مما دفع وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر للقول إنه “لا يوجد مكان لرموز المتطرفين اليمينيين الأتراك في ملاعبنا، استخدام بطولة أمم أوروبا منصة للعنصرية غير مقبول تماما”.

وطالبت الوزيرة الألمانية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالتحقيق في الأمر، وهو ما حدث بالفعل إذ قال اليويفا إنه يحقق في احتمال قيام ديميرال بـ”سلوك غير ملائم”.

بدورها، وصفت وزارة الخارجية التركية إجراءات اليويفا بحق ديميرال بأنها غير مقبولة، مؤكدة أنه ليس كل من يستخدم تلك الإشارة يميني متطرف.

ولم تنتهِ القضية عند هذا الحد، بل أشعلت “الذئاب الرمادية” توترا دبلوماسيا بين برلين وأنقرة، فقد استدعت تركيا السفير الألماني لديها للاحتجاج على اعتراض وزيرة الداخلية الألمانية، وردت ألمانيا بالمثل.

ووسط هذه الحالة من الأجواء الصاخبة، قال ديميرال إن الإيماءة تدل على “هويته التركية” وأشار إلى أنها لا تحمل أي رسالة سرية، وأضاف “أنا فخور للغاية لكوني تركيا، هذا هو معنى الإشارة، أردت فقط أن أظهر مدى سعادتي وفخري”.

انقسام في الآراء

ورصد برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2024/7/4) جانبا من تعليقات الأتراك والغرب حول واقعة ديميرال، وسط انقسام في الآراء حول مضمونها وتأثيراتها، والعلاقة بين السياسة والرياضة.

وفي هذا السياق، يقول نائل أكشاي معلقا “الحركة لا علاقة لها بالسياسة.. هذه حركتنا نحن الأتراك، لا تروجوا لها أنها لحزب معين.. ما الذنب الذي اقترفه ديميرال؟”.

وسار مراد في الاتجاه ذاته قائلا “هذا دليل على الجهل الثقافي، على العالم أن يعرف قليلا عن تركيا ورمزية هذه الحركة بالنسبة لنا بدل اتهامه.. هي حركة تركية قبل أن يستخدمها الحزب”.

بدوره، انتقد مهاب حركة ديميرال معتقدا أنه يفتقد الذكاء الكروي بقوله “يا أخي بعض اللاعبين فيهم غباء يعني سجلت هدفين وفوزت منتخبك، ويمكن أجمل ليلة بحياتك كلاعب.. تروح تسوي حركة زي كذا وتتحمل تبعاتها”.

من جانبه، طالب بيتر السلطات الكروية بالتدخل ومنع تكرار هذه الأحداث فوق المستطيل الأخضر، إذ تساءل قائلا “إلى متى ستظل الملاعب مكانا للتعبير عن العنصرية والفوقية؟ على الفيفا التدخل لمنع هذه الرسائل السياسية”.

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم فرض في مونديال روسيا 2018 غرامة مالية على 3 لاعبين من منتخب سويسرا لقيامهم بالاحتفال بإشارة النسر الألباني التي اعتبرها شعارا سياسيا خلال مباراة صربيا.

شاركها.
Exit mobile version