تناول برنامج “الورشة” قدرة العمل الكوميدي على إضحاك المتلقي من دون كلام، أو ما يعرف بـ”الكوميديا الحركية” والتي قال المشاركون إنها غالبا ما تلقى قبولا لدى غالبية الجماهير.
لكن هذه الكوميديا الحركية لا بد أن تكون في سياق العمل، أي منطقية، حتى تتمكن من إضحاك الجمهور الذي لن يتقبل أي حركة مفاجئة خارج سياق العمل.
وحسب مقدم البرنامج الفنان أحمد أمين، فإن الكوميديا الحركية لا ترتبط بلياقة الممثل البدنية وإنما بقدرته على التحكم في حركات جسمه.
وإلى جانب ذلك، فإن الفنان عليه أن يتجنب التصنع في كوميديا الحركة وأن يحرص على التضافر بين الحركة والموضوع، كما يقول الفنان السعودي شاكر الشريف، مشيرا إلى أن البعض يلقي النكتة فقط والبعض الآخر يسخر جسده كله لإيصال الرسالة.
الرأي نفسه أيده المخرج السعودي علي الكلثمي الذي قال إنه تعامل مع ممثلين لا يعطون الكلام مساحات كبيرة لإضحاك الجمهور مقارنة بالمساحة التي يعطونها لحركة الجسم.
الكوميديا الصامتة
من جانبه يقول مؤسس نادي الكوميديا المحدودة إن البعض يعتمدون على الكوميديا الصامتة تماما، مؤكدا أن هذا النوع من الكوميديا له رجاله.
ولعبت هذه الكوميديا دورا اجتماعيا كبيرا في السابق حيث كان لها تأثير كبير في إيطاليا خلال القرنين الـ16 والـ17 خلال الكرنفالات، وهي مرتبطة بالمسرح بشكل رئيسي.
وشغلت هذه الكوميديا مساحة كبيرة للتعبير لأنها سابقة على ظهور السينما، وحتى بعد ظهور الأخير فقد نجح الفنان العالمي تشارل شابلن في تقديم الكوميديا الحركية على أنها هي السينما نفسها.
ومن بعد شابلن، ظهر روان أتكينسون “مستر بين” الذي لا يعرف الجمهور اسمه الحقيقي وإنما يعرفونه باسم الشخصية التي عرف بها والتي بنيت أساسا على كوميديا الحركة. وكذلك جاكي شان الذي اعتمد على رشاقته الجسدية لصناعة الكوميديا.
وخلص المشاركون إلى أن كوميديا الحركة لا تتطلب لياقة بقدر ما تتطلب صناعة التحكم في الجسم بطريقة تتماشى مع العمل وتبدو جزءا من سياقه حتى لو كانت مجرد مشية أو قفزة معينة، وهي تحمل قدرا من الصعوبة لأنها خالية تقريبا من الكلام.