Login النشرة البريدية

شنت إسرائيل هجوما واسعا على اليمن، اليوم الخميس، قصفت خلاله مطار صنعاء الدولي وميناء الحُديدة، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى التأهب في صفوفه تحسبا لرد محتمل من جماعة أنصار الله (الحوثيين).

وأعلنت جماعة أنصار الله -مساء اليوم- أن الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء ومنشآت في الحديدة أدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 40 آخرين.

وأوضحت وسائل إعلام تابعة للجماعة أن “العدوان استهدف بسلسلة من الغارات مطار صنعاء ومحطة كهرباء حزيز بمديرية سنحان”، كما استهدف محطة رأس كثيب الكهربائية وميناء رأس عيسى في الحديدة غربي اليمن.

من جانبه، قال الناطق باسم جماعة أنصار الله، محمد عبد السلام إن استهداف مطار صنعاء الدولي وغيره من البنى التحتية المدنية “إجرام صهيوني بحق الشعب اليمني”.

وتابع قائلا: “إذا فكر العدو أن إجرامه يوقف اليمن عن مساندة غزة فهو واهم، ولن يتخلى اليمن عن ثوابته”.

وتزامنت الغارات الإسرائيلية مع خطاب متلفز لزعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي قال فيه إن “عملياتنا الصاروخية كسرت التفوق الدفاعي لكيان العدو الإسرائيلي وتصنع مخاوف كبيرة لديه”.

وعيد إسرائيلي

من ناحية أخرى، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في تصريحات بثها التلفزيون من داخل غرفة عمليات- أن إسرائيل هاجمت “أهدافا للحوثيين في صنعاء والحديدة”.

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس “شاهدنا عملية دقيقة لسلاح الجو وضرب أهداف إستراتيجية للحوثيين”، وأضاف أن “من يهاجم إسرائيل سنهاجمه وسنلاحق كل قادة جماعة الحوثي ونهاجمهم كما فعلنا في أماكن أخرى”.

وفي تصريحات أخرى للقناة الـ14 الإسرائيلية، قال نتنياهو “لم ننته من اليمن بعد، بل بدأنا معهم للتو وسنضربهم بكل قوة”. وأضاف أن “هناك الكثير مما سنفعله مع الحوثيين”.

وتابع قائلا: “في 9 أكتوبر (تشرين الأول) قلت إننا سنغير وجه الشرق الأوسط، وها نحن اليوم نفعل ذلك”.

وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن نتنياهو دعا إلى اجتماع “لتقدير الموقف” في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم “أهدافا تابعة لنظام الحوثيين الإرهابي في القطاع الساحلي وفي عمق اليمن”، مشيرا إلى أن الهجوم جاء “تنفيذا للخطط التي أقرها رئيس الأركان ووزير الدفاع ورئيس الوزراء”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها إن الهجوم على اليمن “لم تتم الموافقة عليه من مجلس الوزراء، بل من نتنياهو وكاتس”.

العميد إلياس حنا يحلل عسكريا الضربات الإسرائيلية على اليمن

“هجوم مختلف”

وفي وقت سابق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن الغارات الجوية الإسرائيلية ضربت أهدافا في صنعاء والحديدة، مشيرا إلى أن هذا الهجوم يختلف عن الهجمات السابقة.

وأضاف المصدر العسكري أن الهجمات في اليمن هي جزء من حملة جديدة ستواصل إسرائيل شنها ضد الحوثيين.

وأشار موقع “والا” الإسرائيلي إلى أن عشرات الطائرات الإسرائيلية شاركت في الهجوم على اليمن، وأن إسرائيل تنوي زيادة وتيرة الهجمات على الحوثيين.

وقالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الغارات عطلت المطار الدولي في صنعاء من خلال تدمير برج المراقبة.

وكذلك، ذكرت صحيفة معاريف نقلا عن مصدر عسكري أن إسرائيل ألحقت أضرارا كبيرة بمطار صنعاء الدولي، واستهدفت مقاتلات كانت في المطار.

بدورها، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب هاجمت للمرة الرابعة وحدها اليمن، وأنه تم إبلاغ الولايات المتحدة بذلك.

وأكدت الهيئة أن المواقع التي استُهدفت هي مطار صنعاء وميناء الحديدة ومنشآت الطاقة والنفط.

ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مصدر أنه “إذا لم يفهم الحوثيون بالقوة فسيفهمون بمزيد من القوة”، على حد قوله.

ويعد هذا رابع هجوم جوي معلن تشنه إسرائيل على اليمن، وفقا لما أعلنه قائد سلاح الجو تومر بار، الذي قال “لم ننته بعد”.

ونقل مواقع “والا” عن مصدر أمني قوله إن الحوثيين يقاومون إسرائيل “دون علاقة بمحور الشر الإيراني”، وأشار إلى أن “أبرز العقبات في مهاجمة الحوثيين تكمن في صعوبة جمع المعلومات بشأنهم”.

تنديد بالهجوم

وقالت إيران إنها تدين بشدة “العدوان الصهيوني على مرافق البنية التحتية اليمنية”، وفقا لما جاء في بيان لوزارة الخارجية.

وأضافت أن الهجوم على اليمن “انتهاك للمعايير الدولية، وخُطط له ونفذ بدعم أميركي وبريطاني”.

وكذلك، قال حزب الله اللبناني إن “العدوان على اليمن جاء نتيجة فشل العدو في مواجهة الضربات العسكرية اليمنية”، واصفا الهجوم بأنه “انتهاك فاضح للقوانين الدولية والإنسانية وإمعان في توحش العدو على شعوب منطقتنا”.

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “العدوان الصهيوني على اليمن إرهاب واعتداء سافر على السيادة اليمنية”، داعية الدول العربية والإسلامية إلى “ردع الاحتلال، والتضامن في مواجهة انتهاكاته بحق شعوب المنطقة”.

وأضافت الحركة أنها تثمن المواقف اليمنية التي عبر عنها أنصار الله وتأكيدهم أن العدوان على اليمن لن يثنيهم عن إسناد الشعب الفلسطيني.

بدورها، أعربت حركة الجهاد الإسلامي عن إدانتها “بأشد العبارات العدوان الثلاثي -الأميركي البريطاني الصهيوني- على اليمن الشقيق”.

و”تضامنا مع غزة” بمواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 -والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني- باشرت جماعة أنصار الله منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.

كما تشن الجماعة من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والحصار.

ومنذ مطلع 2024 يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف “مواقع للحوثيين” في مختلف مناطق اليمن ردا على هجماتها البحرية، وهو ما قوبل بردّ من الجماعة من حين إلى آخر.

ومع تدخّل واشنطن ولندن في يناير/كانون الثاني الماضي أعلن الحوثيون أنهم باتوا يعتبرون السفن الأميركية والبريطانية كافة ضمن أهدافهم العسكرية.

شاركها.
Exit mobile version