قالت وزارة الدفاع الأفغانية اليوم السبت إن “قوات تابعة لها استهدفت عدة نقاط داخل باكستان، بعد أيام من غارات جوية شنتها إسلام آباد في أفغانستان”.
ولم تذكر الوزارة في بيانها باكستان بالاسم، لكنها قالت إن الضربات نفذت “وراء الخط الافتراضي”، وهو تعبير تستخدمه السلطات الأفغانية للإشارة إلى الحدود مع باكستان.
وقالت الوزارة: “جرى استهداف عدة نقاط وراء الخط الافتراضي، تمثل مراكز ومخابئ للعناصر الشريرة وأنصارهم الذين نظموا ونسقوا الهجمات في أفغانستان، في الاتجاه الجنوبي الشرقي للبلاد”.
ولم تتوفر تفاصيل عن سقوط قتلى أو جرحى أو المناطق المستهدفة، كما لم يصدر موقف رسمي من الجيش أو وزارة الخارجية الباكستانية.
لكن ناشطين مقربين من حركة طالبان نشروا مشاهد لما قالوا إنه “هجوم واسع شنه الجيش الأفغاني على ثكنات الجيش الباكستاني على امتداد الشريط الحدودي في ولايتي خوست وبكتيا”.
تفاصيل جديدة للهجمات الأخيرة على الحدود الأفغانية الباكستانية
الليلة الماضية، وبالتحديد الساعة الرابعة شن #الجيش_الأفغاني هجوما واسعا على ثكنات #الجيش_الباكستاني ومخابئ #داعش على امتداد الخط الافتراضي “ديورند” في ولايتي #خوست و #بكتيا. واستمرت العمليات حتى ساعات متأخرة من… pic.twitter.com/cOdNm7n20T
— خالد أنس الأفغاني (@khalidanas41) December 28, 2024
وفي وقت سابق السبت، نقلت قناة “طلوع نيوز” الأفغانية عن مصادر في وزارة الدفاع أن اشتباكات حدودية اندلعت، اليوم السبت، بين قوات حرس الحدود الأفغانية والباكستانية، وبالتحديد في ولايتي بكتيا وخوست، نتج عنها حتى الآن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين.
وأكدت القناة أن الاشتباكات أدت لمقتل 10 مدنيين وجنود أفغانيين من سكان منطقة داند باتان في ولاية باكتيا شرق أفغانستان، بالإضافة لمقتل 19 جنديا باكستانيا، وعشرات الإصابات من الجانبين.
وأشارت إلى أن الاشتباكات تسببت في نزوح ألف أسرة من منطقة داند باتان.
As a result of clashes between Afghan and Pakistani forces in the Alisher district of Khost province, around 1,000 families have been displaced.#TOLOnews_English pic.twitter.com/JI99Zhdxt0
— TOLOnews English (@TOLONewsEnglish) December 28, 2024
غارة باكستانية
والخميس الماضي، دعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق في الغارات الباكستانية التي نفذت الثلاثاء على جنوب أفغانستان، وأسفرت عن مقتل 46 شخصا بينهم مدنيون، بحسب كابل.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) إنها “تلقت معلومات موثوقة تفيد بمقتل عشرات المدنيين في غارات شنتها القوات العسكرية الباكستانية بإقليم باكتيكا في أفغانستان في 24 ديسمبر/كانون الأول”.
وأضافت في بيان أن “القانون الدولي يلزم القوات العسكرية اتخاذ التدابير اللازمة، تفاديا للإضرار بالمدنيين، بما في ذلك التمييز بين المدنيين والمقاتلين” مؤكدة أن إجراء تحقيق أمر “ضروري”.
ونددت وزارة الدفاع الأفغانية -في بيان فجر اليوم- بالضربات الجوية الباكستانية، معتبرة أنها “همجية” وتشكّل “عدوانا صريحا”، وشددت على أن “الإمارة الإسلامية لن تترك هذا العمل الجبان بلا ردّ، بل تعتبر الدفاع عن أراضيها وسيادتها حقها الثابت”.
في المقابل، أفاد مصدر أمني باكستاني اليوم بأن الضربات الجوية الباكستانية استهدفت “أوكارا للإرهابيين” قرب الحدود بين البلدين.
وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية -مشترطا عدم كشف اسمه- إن “باكستان شنت غارات خلال الليل ضد أوكار للإرهابيين داخل أفغانستان، واستخدمت خلالها طائرات حربية ومسيرة”.
وتصاعدت التوترات الحدودية بين البلدين منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة صيف 2021، وتتهم إسلام آباد مجموعات مسلحة بشنّ هجمات على أراضيها انطلاقا من أفغانستان.
وقُتل 16 جنديا باكستانيا قرب الحدود الأفغانية في هجمات فجر السبت الماضي، حسب ما أفاد به مسؤولون باكستانيون، في هجوم تبنته حركة طالبان باكستان.