تذبذبت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي مع تقييم التجار احتمالات عام آخر من الإمدادات المحدودة في مواجهة مخاوف حرب تجارية أشعلتها تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية.
وتأرجحت العقود الآجلة القياسية بعد مكاسبها في وقت سابق من اليوم تحت ضغط مخاطر تجدد الصراع التجاري العالمي على أسواق السلع الأساسية الأوسع، مما يهدد الاستهلاك والنمو.
زيادة الطلب
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يزيد الطلب على الغاز الطبيعي المسال في أوروبا بأكثر من 15% في عام 2025 بعد انخفاضه العام الماضي.
ومن المتوقع أن يظل توازن سوق الغاز العالمي هشا، وفقا لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية في تقرير اليوم، مما يعني أن الأسعار قد تظل أعلى لفترة أطول لجذب المزيد من شحنات الوقود ما لم ينخفض الطلب على الطاقة في مناطق أخرى.
وأشار ترامب إلى خطط لفرض تعريفات جمركية هدد بها سابقا على المكسيك وكندا، وكرر دعوة الاتحاد الأوروبي لشراء المزيد من النفط والغاز الأميركي لتجنب الرسوم المحتملة، في الوقت الذي تعد فيه الولايات المتحدة أكبر مورّد للغاز الطبيعي المسال بالمنطقة.
وأنهى ترامب وقفا مؤقتا لإصدار تراخيص تصدير أميركية جديدة، مما خفف بعض المخاوف بشأن الإمدادات طويلة الأجل، ومن المرجح أن يأتي أي تأثير على السوق في وقت لاحق من هذا العقد عندما تبدأ المشاريع الجديدة في العمل، وقد يظل هذا العام تحديا لأوروبا، فهي بحاجة إلى المزيد من الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب، خاصة بعد فقدان تدفقات الغاز الروسي في خط الأنابيب عبر أوكرانيا.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك اليوم الثلاثاء إن أوروبا لا ينبغي أن تعتمد كثيرا على الطاقة الأميركية، وحثها على التمسك ببعضها البعض لمواجهة قرارات ترامب، قائلا “في عالم يتعين علينا فيه أن نتوقع استغلال سلاسل إمدادات الطاقة لسياسة القوة فإن الاعتماد على الطاقة يشكل مشكلة دائما”.
دعم الأسعار
وتمكنت القارة العجوز من تنويع إمداداتها منذ أزمة الطاقة قبل 3 سنوات، لكن موسم التدفئة الحالي كان بمثابة تذكير بضعفها، إذ أدى الطقس البارد بعد شتاءين معتدلين نسبيا إلى استنزاف أسرع من المعتاد لمخزونات الغاز وظلت الأسعار مرتفعة، مما أدى إلى إطالة أمد الضرر للمستهلكين.
ويمكن أن يدعم الطقس البارد في أجزاء من الولايات المتحدة الأسعار في الأمد القريب، إذ يبدو أنه يؤثر على بعض مرافق التصدير، وفق منصة “إنيرجي سكان” التابعة لشركة إنجي.
وحتى الآن خلال هذا الشهر ارتفعت واردات الغاز الطبيعي المسال في إسبانيا وتركيا وبولندا، في حين لا تزال التدفقات إلى شمال غرب أوروبا وإيطاليا أقل من مستويات العام الماضي، وفق بلومبيرغ.
وقال محلل بلومبيرغ للأبحاث باتريسيو ألفاريز “هدف الرئيس ترامب لزيادة إنتاج أعلى من النفط والغاز في الولايات المتحدة لن يغير توقعات الغاز الطبيعي المسال في الأمد القريب، لن تزيد إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمي حتى أواخر هذا العام، مما يشير إلى أن المنافسة على الشحنات الاحتياطية مع آسيا قد تبقي الضغط التصاعدي على الأسعار الأوروبية، إذ يسعى التكتل إلى تجديد فجوة تخزين أكبر هذا الصيف”.
وعلى مدى السنوات الأربع المقبلة حتى عام 2028 من المتوقع أن تحل أوروبا الكثير من مشاكلها المتبقية من الأزمة “مع احتمال انخفاض أسعار الغاز إلى النصف” في ضوء ترجيح نمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية بنسبة 40%، حسبما ذكرت مجموعة “سيتي غروب” في مذكرة.
وارتفعت العقود الآجلة الهولندية للغاز -والتي تعد معيار الغاز في أوروبا- إلى 48.440 يوروا لكل ميغاواط/ ساعة وقت كتابة هذه السطور في أمستردام.