محمد البريكي يعاين الوجع الإنساني ويتغنى بعروبته في ‘الشارقة للكتاب’ | عمر أبوالهيجاء

وقد طالب الجمهور من البريكي الاستمرار بلا نهاية، مما جعله يقرأ نصوصاً أخرى حلقت في فضاء العاطفة الإنسانية، وغلبت عليها نبرته الدرامية في أثناء الإلقاء، فحركت كلماته بجمالياتها الشجون لدى المتلقين ومنها هذا النص:
“وقلتُ للأرضِ هذا الكونُ محتفلٌ
بما لديَّ من الألحانِ، فاقتربي
وقرّبي لي الحزانى، كي أهُزَّ لهم
جذعَ الشعورِ فيدنو نحوهُم رُطَبي
وكي أقدّمَ فنجاناً بدهشتِهِ
من الأحاسيسِ مغليّاً على حطبي”.
ثم قرأ بعض النصوص التي اختزلت الحكمة، فصور من خلالها مشاهد تفاعل معها الذوق الإبداعي نظراً لتمثيلها لحركة الحياة، ضمن أساليب مركبة ارتفع فيها صوت الموسيقى بإيقاعاتها الحميمية.
وقبل ختام الأمسية طالب الجمهور الشاعر محمد البريكي قراءة نصوص شعرية من اللهجة النبطية الخليجية التي تتميز بطابعها التواصلي، إذ احتشدت أبياته التي تلاها على مسامع الحضور – بناء على رغبتهم الجارفة – بموسيقى من نوع آخر، واتسعت دائرة الصورة بما يجسد تراكماته المسكونة بصفاء الشعر النبطي والرمزية العالية التي استجاب إليها الجمهور سريعاً نظراُ لحساسيتها الجمالية،ومن ضمن ما قرأ:
“جتني وكان الجو عندي أمعكّرْ
ومن شفتَها جيش الأماني عسْكَرْ
حطّتْ لي الشاي وْجِفَتْني بضحكه
سألت: هذا الشاي.. وين السّكّرْ؟
قالت وهي تدري بأني أمزحْ:
كاهو عيوني.. خَلْ عنْكْ المنكرْ”.
الجدير بالذكر أن الشاعرالبريكي شارك مؤخراً في منتدى الشعر العربي الذي نظمته أكاديمية الشعر العربي بالمملكة العربية السعودية ببحث حول “الشعر العربي.. الدور والمكانة والصورة” سلط فيه الضوء على دور الشعر العربيقديمه وحديثه، واختلاف أدواره بشواهد شعرية عبر عصور الشعر العربي المختلفة.
وكما يذكر أيضا الشاعر والإعلامي محمد عبدالله البريكي هو مدير بيت الشعر بالشارقة مدير مهرجان الشارقة للشعر العربي، ومدير تحرير مجلة “القوافي” الشهر والتي تعنى بالشعر وقضاياه، اختيرت قصائد له ضمن المناهج التدريسية، وحكم في العديد من المهرجانات الفصحى والنبطية، وحاز على جوائز أدبية كثيرة، هذا إلى جانب مشاركته في المهرجانات الشعري العربية.
وصدر للشاعر البريكي مجموعة من الدواوين الشعرية نذكر منها: “ديوان “زايد” إهداء للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله، همس الخلود “شعر شعبي”، سكون العاصفة “شعر شعبي”، “ساحة رقص” شعر شعبي”، كتاب “على الطاولة” قراءات في الساحة الشعرية الشعبية، ديوان “بيت آيل للسقوط” شعر فصيح، “بدأت مع البحر” فصيح، كتاب الشارقة غواية الحب الأبدي، كتاب بيوت الشعر مشاهد وإضاءات، وغير ذلك من الأعمال الشعرية والنقدية، وكما قدمت رسائل الماجستير والدكتوراه في تجربته الشعرية وصدرت في كتب.