أفاد رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، بأن الفترة بين 12 و24 يناير هي الأشد برداً وفق المعدلات الطبيعية، ويُطلق عليه «برد الستين»، مشيراً إلى أن ذروة البرد في التقويم التراثي الخليجي تكون خلال «در الستين» من «مائة الشتاء» من تقويم الدرور، حيث تتميز هذه الفترة بشدة البرد وذروته.
وقال الجروان، لـ«الإمارات اليوم»: «برد الستين مثل ذبح السكين» من الأمثال المشهورة في الإمارات والخليج العربي، والذي يعبّر عن شدة البرد في هذه الفترة خلال «در الستين» من درور الشتاء، وهي 10 أيام تستمر بين 12 و24 يناير من كل عام، ويتوافق ذلك مع المعدلات الطبيعية لدرجات الحرارة المعتادة خلال هذه الفترة.
وأضاف الجروان أن «التقويم التراثي وحساب الدرور في الإمارات يشير إلى أن ذروة البرد تكون خلال (در الستين) من (مائة الشتاء) من تقويم الدرور، حيث تبدأ (مائة الشتاء) في حساب الدرور في 28 نوفمبر وتستمر إلى 25 فبراير، أما وقت ذروة البرد فيكون مع (در الستين) الذي يكون بين 12 و24 يناير».
وأشار إلى أن «در الستين» يوصف البرد فيه بأنه يدمي كالسكين، كناية عن شدة البرد، فيقال «برد الستين مثل ذبح السكين»، وهو منتصف الشتاء، تتدنى فيه درجات الحرارة لأدنى قيمها، فتصل إلى ما دون خمس درجات مئوية في العمق الصحراوي، أما في المناطق الجبلية المرتفعة وفي بادية شمال الجزيرة العربية فتصل إلى ما دون الصفر المئوي، ويتشكل الصقيع صباحاً.
وتابع الجروان: «في فصل الشتاء لدى أهل الخليج هناك فترتان مميزتان كذلك، هما (أربعين المريعي) و(أربعين العقربي)، مدة كل منهما 40 يوماً، تبدأ مع بداية (در الأربعين)، أي بحدود 23 ديسمبر، وبردها يكون أشد، وتتسم كذلك بشدة البرودة وتساقط الأمطار، وتكون أمطارها (ديمة)، أي مستمرة أياماً عدة، واشتداد الريح الباردة، خصوصاً رياح الشمال والنعشي، ويسمع من الرياح عواء كصوت الذئاب، حتى أنها تسمى محلياً (العوي)، وتوصف بشدة البرد وتوغله في باطن الأرض وداخل البيوت، ويتشكل الصقيع صباحاً».
ولفت إلى أن «الأربعين العقربي» تبدأ في أول فبراير وتنتهي في 12 مارس، وتتصف بكثرة أمطارها وغزارتها وشموليتها، حتى يوصف «العقربي» بأنه يسقي براً وبحراً، ثم تكون «أيام الحسوم»، فهي لا تحسم أمرها بين برد ودفء، لتهب رياح «نعايات الشتاء»، وهي آخر رياح باردة تنعى رحيل البرد والشتاء.
وأوضح أن حساب الدرور هو تقويم قديم، عمل به أهل الخليج العربي، بدايته من طلوع سهيل خلال النصف الثاني من أغسطس، وينقسم إلى أربعة فصول: الصفري، والشتاء، والصيف، ولكل منها 10 درور، مدة كل منها 10 أيام، والقيظ وله ستة درور، تتبعه «المساريق»، وهي خمسة أيام تكمل أيام السنة 365 يوماً.
إبراهيم الجروان:
. لدى أهل الخليج في فصل الشتاء فترتان مميزتان
. هما «أربعين المريعي» و«أربعين العقربي» مدة كل منهما 40 يوماً.