نشر موقع “الجزيرة الإنجليزية” تقريرا عن حجم اختراق إسرائيل اتصالات اللبنانيين، وتساءل إن كان هذا الاختراق بسبب تسرب بيانات المستخدمين اللبنانيين على هواتف الأفراد، أم يمتد إلى البنية التحتية لشبكات الاتصالات نفسها وشبكات الراديو؟
وأورد التقرير أمثلة عديدة على الاختراقات الإسرائيلية، قائلا إنها تذكير بتفوق إسرائيل التكنولوجي الكامل على لبنان، كما أنها تكرر قواعد اللعبة التي استخدمتها إسرائيل في غزة.
وذكر أن إسرائيل ترسل رسائل نصية وتسجيلات إلى عشرات الأشخاص وتخترق شبكات الراديو. ونسبت إلى خبراء قولهم إن إسرائيل ظلت تجمع بهدوء بيانات المواطنين اللبنانيين منذ سنوات.
رقم هاتف لبناني
وقال إن مسؤولين عسكريين إسرائيليين طلبوا من السكان في جنوب لبنان وأجزاء من بيروت، في وقت مبكر اليوم بواسطة رقم هاتف لبناني إخلاء القرى والأحياء، والابتعاد من معاقل حزب الله، مما أثار مخاوف من حرب شاملة، وأن إسرائيل اخترقت شبكات الاتصالات في جارتها الشمالية.
وبدأ القصف في غضون ساعات من تحذيرات اليوم، وقتل أكثر من 270 شخصا في هجمات بجنوب وشرق لبنان.
وفي وقت لاحق من المساء، أعلنت إسرائيل أنها قصفت أيضا أجزاء من بيروت.
كما تم اختراق البث الإذاعي من أجل تسليم الرسائل، حسبما أفاد مراسلو الجزيرة اليوم الاثنين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، في بيان مصور نُشر على منصة إكس في وقت مبكر اليوم، “نطلب من سكان القرى اللبنانية الانتباه إلى الرسالة والتحذير الذي نشره الجيش الإسرائيلي والاهتمام بهما”.
حرب نفسية
وفي بيروت، كان وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري من بين الذين تلقوا مكالمة هاتفية مسجلة، وفقا لوكالة الأنباء الوطنية التي تديرها الدولة.
ويمكن أن تأتي التحذيرات في شكل رسائل نصية أو مكالمات هاتفية أو منشورات مسقطة. لكن الخبراء قالوا على مر السنين إن التحذيرات التي تم تسليمها عبر الهاتف في غزة هي أيضا مثال على الحرب النفسية، وتذكير للفلسطينيين بأن جهاز الأمن الإسرائيلي يعرف بالضبط أين هم في أي وقت.
والأدوات المستخدمة في التحذيرات الدقيقة هي أيضا ما ساعد إسرائيل على توجيه صواريخها إلى أهدافها.
واليوم الاثنين، يبدو أن هذا النمط، الذي تعرفه غزة، قد امتد إلى لبنان.
ويعتقد خبراء أن قدرة إسرائيل على إرسال تحذيرات إلى أفراد في أجزاء معينة من لبنان تشير إلى أن لديها إمكانية الوصول إلى معلومات في الوقت الحقيقي عن المدنيين اللبنانيين، وليس فقط أعدائها المفترضين في حزب الله.
اخترقتها قبل أكتوبر
وقال إيليا ماغنيير، الصحفي الخبير في شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومحلل المخاطر والصراع، إن هذا ليس مفاجئا، مضيفا أن إسرائيل اخترقت الشبكات اللبنانية قبل 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال: “لديهم إمكانية الوصول إلى الخطوط الأرضية وأرقام لوحات السيارات والهواتف المحمولة، لدرجة أنهم قادرون على التواصل مع أي شخص في جنوب لبنان تماما، كما يمكنهم القيام به في الضفة الغربية أو غزة”.
وقال ماغنيير إن تكنولوجيا ومعدات التجسس المتطورة تعني أن وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد يمكنها أن تحدد بالضبط من يعيشون وأين وأرقام الهواتف التي يملكونها ومن يتردد على منازلهم.
تجسس واسع وقوي
وأضاف أن الجواسيس يمكنهم جمع آلاف عناوين بروتوكولات الإنترنت في البلدات والمدن بمجرد أن يقود أحدهم سيارته في الشوارع وبرفقته معدات التجسس. وأضاف أنه عندما تكتشف المخابرات الإسرائيلية مجموعة من الهواتف أكبر من المعتاد في منطقة معينة، يمكنها أن تستنتج أن هناك حدثا غير عادي، مثل اجتماع لحزب الله، على سبيل المثال، ونشر صواريخ.
وقال التقرير إن إسرائيل تشتهر أيضا بقدراتها القوية في اقتحام الأجهزة الإلكترونية باستخدام البرامج الضارة، مثل برنامج بيغاسوس الشهير.
ونسب التقرير إلى الأكاديمي الإسرائيلي أوري غولدبيرغ قوله إن إسرائيل تتمتع بتفوق استخباراتي كامل على أعدائها الإقليميين، حتى لو فاتها هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر.
ضعف أمن البيانات بلبنان
ومن جانب آخر، يقول التقرير إنه وبقدر قوة القدرات التكنولوجية لإسرائيل، فإن هناك ضعفا في هياكل أمن البيانات بلبنان، ولم تساعد الحكومة اللبنانية مواطنيها أيضا، كما يقول الخبراء وجماعات حقوق الخصوصية.
وفي بعض الأحيان، ساهمت الجهات الحكومية اللبنانية نفسها في اختراق البيانات.