نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، بتنفيذ أول عملية من نوعها على الإطلاق في دولة الإمارات لزراعة مزدوجة لقلب ورئتين، مرسخاً التزامه بتطوير الرعاية الطبية. وأُجريت هذه الجراحة المعقدة على سيدة إماراتية تبلغ من العمر 56 عاماً بعد معاناتها من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، الحالة الصحية التي تهدد الحياة وتحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي، الأمر الذي يعيق التدفق الحيوي للدم من القلب إلى الرئتين.
وتفصيلاً، بدأت الرحلة العلاجية للمريضة في عام 2004 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تشخيص إصابتها بخلل في الحاجز الأذيني، بسبب مشكلة خلقية في القلب. ومع إهمال العلاج بمرور السنين، ازداد الضغط في قلبها بما قاد لمضاعفات تمثلت بارتفاع في ضغط الدم الرئوي. وبعد خضوعها للعديد من الخطط العلاجية ضمن مستشفيات مختلفة حول العالم، أُحيلت المريضة إلى مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في شهر مارس من عام 2022 وكانت حالتها في ذاك الوقت متدهورة بشكل كبير، مع فقدان كبير في الوزن تجاوز 30 كليو غرام.
وقال استشاري أمراض الرئة والمدير الطبي لبرنامج زراعة الرئة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الدكتور فادي حامد: “حرصنا على مراقبة حالة المريضة لتقييم استجابة جسمها للعديد من استراتيجيات ومنهجيات الرعاية الموجهة للتعامل مع مرضها، إلا أنها لم تظهر أي استجابة بالأدوية الاعتيادية. ومع استمرار التدهور، تم تشكيل فريق رعاية متعدد التخصصات خصيصاً لها ليشرع أفراده في العمل على تقييم حالتها ودراستها بشكل أكثر دقة”، مشيراً إلى أنه عقب تقييم شامل لحالتها، قرر فريق الرعاية المتعدد التخصصات ضرورة خضوعها لتدخل جراحي معقد، ليس فقط لحاجتها لزراعة رئة، بل أيضاً بسبب التضخم الشديد في قلبها الناجم عن الضغط المستمر عليه.
وأوضح استشاري جراحة القلب والصدر بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الدكتور ميتش باديوالا، أن زراعة الرئة تعد الخيار العملي المتاح لارتفاع ضغط الدم الرئوي. إلا أن حالة المريضة كانت صعبة للغاية نتيجة تضخم قلبها بشكل كبير مع صغر تجويف صدرها، الأمر الذي استدعى إجراء زراعة مزدوجة لقلب ورئتين. وفي الحقيقة، ربما لم تكن لتعاني المريضة من هذا التدهور الشديد في حالتها الصحية لو جرى علاج هذا الاضطراب الخلقي الذي أصيبت به في عام 2004 بشكل مبكر أكثر.